فهد بن جليد
شخصيًّا لا أحاول التعامل مع «نكدية» العيد أو الاقتراب منهم إطلاقًا؛ فليس لدي وقت كي أضيعه مع أمثال هؤلاء «المتخصصين» في التنغيص على من حولهم في لحظات الاجتماع والسعادة والفرحة، بالاعتراض أو النقد أو «التشرهة» وافتعال الأزمات للفت الانتباه، وتسجيل الحضور، إما لأنهم «عصبيون بالفطرة» سريعو الانفعال، أو لأنهم لا يعرفون كيف يفرحون. لهؤلاء أقول: أرجوكم «اصمدوا» ليومين أو ثلاثة فقط دون نكد، اجعلوا الناس تعيش فرحة العيد كما شرعها الله، وكما عرفناها.
كتبتُ في أحد الأعياد عن «أشكالنا في العيد»، وكيف يمكن أن تتمايز شخصياتنا تبعًا لظروفنا. ولعل من المناسب استذكار بعض تلك الشخصيات للفائدة في مثل هذا اليوم. ولنبدأ بـ«شقردي العيد» صاحب الشخصية المتفاعلة مع الجميع؛ فهو نشيط على غير العادة، يحاول أن يشارك بالتوجيه والترحيب والسلام على الجميع «بابتسامة مبالغة»؛ فقط ليسجل حضورًا في هذا الصباح. هو غير مهتم «بملابسه»؛ لأن لديه سفرة دولية «منتصف النهار»، ويريد أن يراه الجميع. هذا يستحق أن تُرفع له القبعة؛ فقد قدم مصلحة الأسرة على رغبته الشخصية. أما النوع الثاني فهو «المرهق أو النعسان».. صحيح مكشخ ولابس جديدًا، ويحاول أن يبتسم، لكن بطاريته «غير مشحونة»؛ فهو يغالب النعاس محاولاً الصمود للوصول إلى «صباح العيد» رغم كل المنغصات التي مرَّ بها، بدءًا من انتظار خروج زوجته من «المشغل»، ثم تورطه في «طابور الحلاقين»، وبعدها أزمة المغاسل لكَي الملابس، خلافًا لطلبات ونواقص «آخر لحظة». هذا -برأيي- يستحق جائزة على صموده وجَلده ومثابرته لصنع الفرح «صباح العيد».
النوع الثالث يشبه «زكاة الفطر».. «مهايطي»، لا يُرى سوى مرة واحدة في السنة، بالكاد يلامس «خشمك خشمه»، له جمهوره ومريدوه، من المنتفعين من منصبه، أو من ماله، حتى يخيل إليه أن رؤيته «عيد ثانٍ» بالنسبة لهم.
أما النوع الرابع فهو «المنفس».. وهذا هو مَن خاطبته بداية المقال.. لا أعرف ما الذي أخرجه من بيته في هذا الصباح؟ عاقد الحاجبين، «زعلان» على طول الخط، لا يعرف كيف يفرح أو يترك الناس تفرح بالعيد.. من الأفضل الابتعاد عنه 100 متر؛ فهو قابل للانفجار. فرحة العيد قصة قصيرة؛ لا تحرم نفسك أو مَن حولك من الاستمتاع بها.. وعيدكم مبارك.