م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الذائقة يمكن أن تتقارب وتتشابه لكن لا يمكن أن تتطابق.. هذا بالنسبة للفرد مقابل الفرد.. فماذا يمكن أن نقول عن ذائقة الجموع مقابل الجموع؟
2. من المفهوم أن تكون الذائقة متنوعة وإلا لبارت السلع.. ومن المتفق عليه استحالة توحيد الذائقة عضوياً أو عقلياً أو عاطفياً.. وإذا كان من المقبول الشائع أن تفضل لوناً على آخر لكن ليس من المقبول أن تكره وتتقزز من بقية الألوان.. وإلا فسوف تعد مضطربًا عقلياً.. أما إذا كان كرهك للألوان يتعلق بالبشر فهذا أيضاً اضطراب عقلي لكننا نسميه عنصرية.
3. من ظن أن الناس يجب أن تتفق على ذائقته فهو دكتاتوري.. حتى وإن عسفهم بالقوة اتقاء قمعه.. فهذه حالات شاذة حدثت جَرَّمها التاريخ.
4. الذائقة مثل الرأي.. متغير متلون وفق الظروف المحيطة.. لكنهما يتغيران ويتشكلان وفق مؤثرات عقلية بالنسبة للرأي وفسيولوجية بالنسبة للذائقة.. لذلك يمكن أن يتبدل الرأي في دقائق لكن لا يكون ذلك بالنسبة للذائقة.
5. اختلاف الذوق في الألوان مثلاً.. قد يعني تأثير الجغرافيا التي تربيت فيها وقد يعني تأثير الحالة النفسية.. لكن هناك تكوينات لونية جميلة متفق عليها تتجاوز تفضيل اللون ذاته إلى تفضيل موقعه بين الألوان.
6. أما اختلاف أذواقنا في الارتياح لأناس دون آخرين فهو في جزء كبير منه يتعلق بالقبول.. والتقاء الأرواح كما وصفها رسولنا الكريم حقيقة نعيشها جميعاً ولا نعرف سببها.
7. ومن اختلافات الأذواق في البشر.. الطول والملامح ولون البشرة والنحافة والامتلاء والشعر.. هذا في الجانب الخارجي الظاهر.. أما في الجانب الداخلي بكل خصائصه وصفاته السلوكية والأخلاقية ومهاراته الاتصالية إلى غير ذلك مما يتفق مع قاعدة: «وافق شن طبقه».
8. ذائقة الناس تقترب أكثر لمن هو مماثل لها في الثقافة والعِرْق وبيئة التربية.. من هنا تتنوع ذائقة الشعوب وتتشابه في جُزر على امتداد محيط المجتمع.