مها محمد الشريف
إن هذه القمم تعقد لأول مرة ليست لبحث تدخلات إيران فقط، بل لحسم الصراع الإقليمي معها ومواجهة الخطر الوجودي للأمة العربية بعد أن تمادت إيران بإرهابها لعالمنا العربي، فقد ظهر مدى الوعي والإجماع على خطر إيران وضرورة التصدي له، فالعرب كانت قممهم السابقة قضية فلسطين، ولكن بسبب إيران وأفعالها أصبح الملف الأول هو تدخلاتها وتدميرها لمقدرات العرب وكيف هو ديدنها السياسي الذي يصب في خدمة إسرائيل بإشغالنا عن القضية الفلسطينية.
قبل اتفاق الأمة في الفكر والسياسة، يجدر بنا التنويه إلى أهمية الإدانة التي أجمعت عليها الأمتان العربية والإسلامية وكتابة الرسالة الاحتجاجية الموجهة لإيران، والبعد الدولي حول االقمم والمواقف الصادرة عنها والتي سيكون لها تأثير دولي بتعزيز إدانة إيران وعزلها.
ومن هنا كافة الاحتمالات بعد القمم ارتبطت بتحرك أميركا في منطقة الشرق الأوسط فهي قمم تمهد الساحة السياسية لحرب تردع إيران، وأن هناك دليلاً واضحاً لإثبات تورّط طهران بما يفسر تلك الاضطرابات الغريبة في دواخلهم ضد السعودية، وفي جانب آخر، تحذّر دراسة إيرانية طهران من مواجهة السعودية عسكرياً لأنها ستكون الخاسر الأكبر لعدة أسباب أهمها كثرة أعدائها وتواضع الإمكانات والتجهيزات العسكرية، وهناك بعض الآراء التي تكاد تؤكد أن الولايات المتحدة على وشك الدخول في الحرب لمواجهتها، بعد قدر كبير من التشاور والتريث والحوار وبحث المطالب والأهداف وعقلانية القرار.
كما «أكد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية إدانتهم للأعمال التي تقوم بها الميليشيا الحوثية الإرهابية وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار، مما يهدّد الأمن والاستقرار في الإقليم.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في ختام أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت مساء يوم أمس الأول في قصر الصفا بمكة المكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود».
فإن الأمر يتطلب ضرورة تطبيق منطق الضوابط ومنطق الفعل ومنطق الزمان عطفاً على التغييرات المحيطة بالعالم، وعلى إيران تجنيب المنطقة كوارث الحرب بالتزامها بالقوانين والمواثيق الدولية، وتحمّل مسؤولية أفعالها والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وفي هذه الحالة يمكن الاستناد لتجريم أفعالها من المجتمع الدولي أيضاً ووقف دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، وكذلك إيقاف تهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية.
اليوم العالم يقف مجدداً أمام واقع الإرهاب، حيث اتضحت النوايا الطامحة للسلم والأمان بعد أن أدانت كلمات القادة العرب خلال القمة العربية الطارئة التي استضافتها المملكة العربية السعودية تفاقم التجاوزات الإيرانية التي استهدفت المدن الآمنة في المملكة ومع مرور الوقت ازدادت الصور قتامة وتزايد الضغط فعقدت القمم على أرض مكة المكرمة لإيقاف هذا العبث والفوضى.