ميسون أبو بكر
تحولت ساحة مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة للخلافات وإطلاق الشائعات، ومنصة للذين لم تتسع لهم منصات الإعلام القديم (أو معظمها) التي تغربل الغث من السمين وتحكمها الكثير من الأنظمة والرقابة المشددة.
ونظراً لاستهتار المستخدمين لمنصات التواصل المختلفة بقوانين الجرائم الإلكترونية، وقلة خبرتهم وعدم تكلفهم الالتفات لها والتحصن ضد عقوباتها، كما أيضاً بسبب عدم تعقب الكثيرين للمسيئين إليهم فيها اليوم؛ فقد تحولت هذه المنصات إلى حلبات مصارعة وثرثرة وقذف وذم دون أي مسؤولية قد يقع فيها الفرد (حسب علمه) وهذا ما يؤكده الفجور في الخصومة ثم سهولة إطلاق الاتهامات والشائعات.
تغير حال الإعلام التقليدي اليوم في ظل فجور بعض الدول ولهاثها المزمن وراء مصالحها وغياب مظلة عالمية تلزم بالتقيد بميثاق إعلامي وتعاقب على عدم المصداقية، فإن حالته ليس ببعيدة عما أسلفت في مقالي هذا عن الإعلام الإلكتروني.
بعض القنوات التي شهرتها السلبية تغنيني عن التصريح باسمها هنا صنعت طابوراً من البلطجيين الإعلاميين الذين حولوا الاستوديوهات إلى حلبات ردح وإساءة وتجريح وقذف وتضليل للمشاهد العربي في كل مكان.
بل استغل بعض المتاجرين بهذه المهنة والمحسوبين عليها الخلافات السياسية بين بعض البلدان وشوهوا المعنى الحقيقي للإعلام، واستخدموا أساليبهم المنحطة ليكونوا في قناة ضد غيرها، كما حدث مع إحدى المذيعات التي أثبتت تغريداتها ضحالة فكرها وكما قال المثل (جنت على نفسها براقش) لكنها سرعان ما استغلت الوضع السياسي الإعلامي للقناة إياها وانتسبت لها كبطلة أساءت للمؤسسة الإعلامية التي انتمت إليها وكانت سبب شهرتها ورفاهيتها المادية.
استطاعت هذه القنوات الإخبارية رغم عدم احتوائها على مواد ترفيهية ومسلسلات وأفلام أن تكون وجهة المشاهد العربي البسيط، لأن نشرات أخبارها بحد ذاتها كانت أفلام مدبلجة ودراما موجهة، بل أحياناً مسرحيات دموية واتجاهات تتعاكس لتشوق المشاهد في طريقة عرض شيطانية صنعها باحتراف مفسدون أصحاب أجندات سياسية تخريبية في المنطقة تحركهم عصابات عالمية ومؤامرات دول لها مطامع.
سبق وأن أطلقت من منصة جامعة جنيفا مصطلح (الإرهاب الإعلامي) الذي تتعرض له المملكة وتحققت رؤيتي من خلال مواضيع متعددة ومواقف كثيرة فتحت بعض المنصات الإعلامية مدافعها لتشوه مواقف المملكة المنزهة عن أهواء المغرضين وبنادقهم.
للآن ما زالت تلك القنوات تنبح وتجتر مواضيع ذاتها للإساءة للمملكة، وتجند ضيوفها لإطلاق الأكاذيب على منصاتها، ولكن باعتقادي أن وعي المشاهد اليوم وذكاءه يمنعه من أن يكون كالقطيع.
والساحة الإعلامية في نهاية المطاف تغربل الدخلاء والمشوهين عليها، فأنا من المتعصبين للإعلام الحقيقي، وللإعلامي الذي يحمل على كاهله رسالة هذه المهنة النزيهة.