ناصر الصِرامي
كيف تفوقنا وتغلبنا على ذلك الماضي الفظيع وظلامه، الذي خطف وكبل العقول والعيون بالأغلال، كما حياتنا الاجتماعية الطبيعية؟؟ مع انتشار ظلام وتشدد فكر ما يسمى خداعًا بـ»الصحوة»، وتبعاته من التنظيمات السياسية الإسلامية التي عاثت في الناس فسادًا وإرهابًا، وتعنيفًا وترهيبًا، ومنعت وحرمت كل نسمة حياة. فيما الحياة اليوم في بلادي السعودية تتجه في صراط مستقيم في «صحوة فعلية وعملية نحو المستقبل، بحزم وعزم ورؤية».
كان العمل المضاد لكيان المملكة العربية السعودية دومًا يدفع بأجيال نحو التطرف والتشدد والإرهاب لهدف معادة بلادهم ووطنهم وأهلهم، كما فعلوا عبر الإرهاب والتفجير والقتل والدم في مدننا وحاراتنا وشوارعنا، وكان دعاة وأشرطة ومحاضرات وطلاب وغلمان وجهلاء ما كان يسمى بالصحوة -جهلاً-، وفي مقدمتها رموزها، الطاقة الفاسدة التي عادت الدولة المدنية، وتعمل في العمق ضد وجودها.
مرت عقود، وكانت تلك الجماعات تقود المجتمع كله إلى رجعية وتخلف؟! ونحو المزيد والمزيد من الانغلاق، وبعضها كان ولا يزال بنوايا ساذجة، وبعضها الأشد بغضًا وعداوة وتدبيرًا بنوايا مبطنة وخطيرة، ظلت تهدد كيان وطن، كل ذلك زيفًا باسم صحوة قادها طلاب الظلام.
المخطط القذر كان رسم صورة ذهنية عن تراجع وتخلف البلاد والعباد، شحن كل الطاقات السلبية، والقذف بنا بعيدًا عن العالم، إلى عداوة الكون، وتشديد الخناق علينا في الداخل والخارج، وإنهاك الوطن وأهله؛ والهدف كما هو دائمًا لدى جماعات الإسلام السياسي الانتهازية الإرهابية، ومن معها، من دول وجماعات وأفراد، ووضع البلاد في مأزق عالمي كما يفعلون عبر تضخيم كل قصة صغيرة أو تافهة من شأنها الإضرار بسمعة البلاد، والردح عليها، وتحريك كل ما من شأنه إحداث الفوضى، والعبث بأمننا.. بوطننا.
حكايات التسعينيات - كما يقدم مسلسل مثل «العاصوف» - لتناقضاتها وتخريبها، التي استمرت أول 15 عامًا من القرن الحالي، بعد الألفية الثانية، وكل قصصها لو تروى بعد سنوات من الآن لن يتخيلها أحد، مثل حكايات وتسلط هذا التيار والمتعاطفين معه على المجتمع ونشاطنا وحريتنا الشخصية في مستواها الأدنى؟ وكيف مارسوا كل أنواع الترهيب والتخويف والتسلط ضد المرأة مثلاً؟ لقد أرادوا أن يكون بلدنا رجعيًّا إرهابيًّا، يحاربه العالم، ويحمِّله كل شروره. ومنع مجتمع كامل من حق بسيط اسمه الحياة. هناك سلسلة من قصص وحكايات لن يتخيلها أحد من اللاحقين رغم كل ما في الإنترنت من شواهد محفوظة في سحبها الإلكترونية، يمكن لها أن تقدم لنا كل يوم حلقة تشبه «العاصوف» ولأعوام قد تطول..!
ما قام به - ولا يزال - ولي عهد الملك الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تحت رعاية ملكية من الملك التاريخي سلمان بن عبد العزيز آل سعود للانطلاق بالبلاد نحو المستقبل في ظل استمرار المزيد من إجراءات التصحيح للأفضل على الأصعدة كافة دون استثناء، من الاقتصاد إلى الرياضة والترفيه والثقافة والإعلام والتنمية.
واليوم تعرفون باقي التفاصيل كواقع حياة سعودي جديد ومتجدد لكل الفرص والتحديات والقفز للمستقبل وريادته. واقع جديد أدخل أعداء السعودية في صدمة إلى اليوم، مع المزيد من الازدهار والرفاهية والمدنية نحو قفزة السعودية التاريخية للبقاء والاستقرار في العالم الجديد؛ لذا نسميها بثقة وتكرار مبهج «السعودية الجديدة» بحلة فرح كامل، وبأمن وحزم وتفاؤل تام.
عام يفصلنا عن العام 2020 ميلاديًّا، عام التحول الوطني، ثم عشر سنوات أخرى وصولاً إلى رؤية المملكة 2030. لكن قبلها الآن نعيش الآن واللحظة الحياة بكل تغيراتها الاجتماعية المتسارعة التي تتحقق بشكل مذهل، وبقبول تام، ودون تردد مع إطلاق أول إشارة التحول.
جاء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في منتصف العقد الثاني من هذا القرن مجددًا وفاتحًا بذراعيه الستائر الحديدية الغليظة، مطلقًا النور لحرق خفافيش الظلام، وليجدد نهضة وطن بعمق التاريخ، وبشموخ التطلعات للحاضر والمستقبل الأجمل.