يوسف المحيميد
لعل من أجمل الأشياء التي انتشرت بين أسر المجتمع في العقدين الأخيرين عقد الاجتماعات السنوية للمعايدة، سواء مساء يوم العيد أو ثاني أيام العيد، وما تلا ذلك من أعمال خيرية، بتكاتف الأسر فيما بينها، ودعم الغني للفقير، خاصة في صناديق الأسر التي تم تأسيسها وتسجيلها بشكل رسمي، فهي شكل من أشكال أعمال الخير والصدقات والتكافل بين أفراد المجتمع بشكل عام، وبين أفراد الأسر بشكل خاص، وذلك بتنظيم واضح لموارد هذه الصناديق ومصروفاتها، بل إنه يدخل ضمن أصولها مشروعات الوقف الخيري لمن توفي من أفراد الأسر، ولديه وقف تتم الاستفادة والصرف منه على أوجه الخير والإحسان.
ولا شك أن أوجه البر والإحسان التي يتميز بها مجتمعنا تزيد ترابطه وتواده وتراحمه، وذلك في مساعدة الفقراء، والمحتاجين، والمعسرين، والإفراج عن المسجونين من ذوي الديون القليلة، كما حدث مع مبادرة وزارة الداخلية في تطبيقها «أبشر» الذي يثبت مديونية المساجين، وتهافت محبي الخير على السداد والإفراج عنهم، فكم هي مبادرة عظيمة أن تفرج كربة من لديه دين، ليخرج من السجن، ويعيش لحظات العيد وأفراحه مع أولاده وعائلته!
إن ما يلفت النظر هي كثرة الصدقات وأعمال البر والخير في شهر رمضان، أكثر من سواه من الشهور الأخرى، وفي هذا خير عظيم للمحسنين، ولكن المحتاج والفقير لا يحتاج الصدقات في ذلك الشهر الفضيل فقط، وإنما يحتاجها في كافة شهور السنة، في الصيف والشتاء، في المدارس وغيرها، في أوجه الحياة المختلفة.