نوف بنت عبدالله الحسين
أردت خوض تجربة السينما في بلادي، وأظنها تجربة فريدة ومختلفة، مليئة بالترقب والانتظار للحصول على موعد ومقعد، أو بالأحرى مقاعد، كوني أردتها تجربة عائلية، أحببت أن أسطّر هذه التجربة في فوّاحة كشاهدة على عصر مختلف وجميل، فحين تجد أن كل شيء حولك مميّز وتجد أن البصمة السعودية حاضرة بشكلها العصري المميز، حينها تستمتع وتفتخر في آن واحد بوجود هذه الثقافة المميّزة في بلادي.
لتحجز في دور السينما لابد من أن تجرّب استخدام التقنية في اختيار المقاعد وحجزها ودفع قيمة التذكرة، لتأتيك على جهازك وأنت في فراشك تتسلّى وتستمتع بهذه التقنية، أو أن تذهب وتلتف حول الأجهزة هناك وتلعب لعبة أخرى لتحصل على مقعدك وتذكرتك بشكل تقني جميل ومذهل.
طقوس السينما جميلة، وخصوصاً الفشار وتبعاته التي ترافقنا لصالات السينما، لتجد طابوراً منظماً، والتزاماً جميلاً، والأجمل أن تجد شباب وشابات سعوديين يقدمون لك طلبك بكل لطف وبمهارة مميزة.
جميل جداً أن أتجه أنا وأبنائي لمقاعدنا بإرشاد إحدى الفتيات، أنتظر بلهفة بداية الفيلم وكأنّي طفلة في يوم عيد، لأجدني مندمجة تماماً في فيلم الرسوم المتحرّكة وكأني أعوّض ذلك العمر الذي لم تكن هناك سينما ولم تكن هناك تجارب يمكن أن ترصد ذكرى مشابهة.
المشهد الجميل، هو حين ترى تلك الأسر وقد توافدت بكل حماس لحضور الفيلم، حين ترتفع القهقهات على موقف من الفيلم، وحين تستمع لصوت مضغ الفشار، حين تشارك حواسك كلها رصد المشهد، تجد كم هي تجربة جميلة ومميّزة.
وجود السينما كأحد روافد الثقافة والترفيه في بلادي خطوة نمتن لها كثيراً، ليس لكونها أساسية، بل لكونها جانباً ثقافيّاَ يبين لك مدى تعدد الخيارات في بلادي وكيف تقضي يومك بشكل ممتع ومنظّم، وتجد أن هناك الكثير من التجارب الجديدة كل يوم تنتظرك.
نحن نعيش بحق عصراً ذهبيّاً في بلاد النماء والرخاء، ونمارس اختياراتنا بحرّية، ونفتح أبواباً جديدة وممتعة في بلادي المملكة العربية السعودية.
ربما قد تكون تجربة السينما تجربة عادية في مكان آخر، لكن في بلادي هي تجربة تستحق التجربة كل مرّة.