خالد الربيعان
نظرة سريعة منك كمتفرج ومشاهد للإعلان وللإعلام عامةً والرياضي خاصةً وستجد عجباً.. فوسط شكوى المشاهد من طول الفترات الإعلانية وتكرارها والاستزادة في عرضها المرة تلو الأخرى حتى وصل البعض بالسخرية منها بقولهم إن فقرة الإعلانات يتم قطعها بمشاهد قصيرة لبرنامج أو مسلسل أو فيلم!
الأمر الذي ينبهك إلى حقيقة مهمة وهي أن الإعلان يشكِّل مصدر دخل مهماً جداً للأندية والوكالات الرياضية، والشركات التجارية والمنظمات الإعلامية! حتى وصل الأمر للانحياز على المشاهد بعض الشيء.. ففي نهاية الأمر يمكن له عمل أي شيء وقت الإعلان لو لم يكن يريد مشاهدته!
وأصبحت السائد حالياً هو الزج بالشخصيات الرياضية لعمل الإعلانات! علبة المياه الغازية عليها نجوم من تشيلسي ومانشستر ومدريد وبرشلونة، ولو تجولت قليلاً في الفضائيات ستجد كل راع لنادي يعلن عن نفسه عبر إعلان يقوم ببطولته نجم من الفريق الذي يرعاه!
أن يكون اللاعب وجهاً إعلانياً هو أمر يوضع في ملفه الذي يتناقله الوكلاء! بل إن أشياء قد تقرأها وتستعجب تُقال في الغرف المغلقة للمفاوضات، مثل أن اللاعب له سابقة جيدة في الدعاية والإعلان (حدثت مع بيكهام عندما قام بالترويج للأولمبياد، لينتقل بعدها لباريس سان جيرمان لتكون من مهامه الترويج للمونديال القطري مقابل 32 مليون دولار!
في الغرف المغلقة هناك عبارات مثل: «إنه لا يبتسم.. وجهه غير محبوب.. لا يجيد جذب الأنظار إليه» لاعب مثل أرون لينون.. لاعب منتخب إنجلترا وتوتنهام السابق مثال حي على ذلك، وقليلاً ما تراه في إعلانات بسبب هذا، الأمر الذي أثَّر على مسيرته.. لاعب مثله لا شك في موهبته، بل إنه كان أحد أسرع اللاعبين على الإطلاق، بل في أحد المواسم تم تصنيفه أنه أسرع لاعب في الدوري الإنجليزي بالكامل! لكن عدم بذله مجهوداً في الإعلان لنفسه جيداً، عدم الابتسام إلا فيما ندر، جعله لا يشارك هذا الموسم إلا في 11 مباراة فقط.. ثم ينتقل من إيفرتون لفريق أدنى.. ليدز! ثم لا يشارك!
في فترة من الفترات تلقت قوة الشرطة في مانشستر اتصالاً من السكان يفيد بأن هناك على الطريق شخص في حالة نفسية مضطربة.. رجل في حالة قلق يجوب الشوارع! ذهبت الشرطة لمعرفة ما الأمر تحديداً لتجده هو!.. آرون لينون في حالة نفسية مضطربة. أين لينون بعدها.. في مصحة نفسية يعاني من مرض نفسي له علاقة بالقلق والضغوط النفسية! الخبر هز الأوساط الرياضية.. والأسئلة والتحليلات كثرت حولها.. فيما تأثر البعض وتعاطفوا معه جداً.. وهو الصواب..
ولكن هنا السؤال.. لينون لا يبتسم.. كان أثناء التصوير بقميص ناد تعاقد معه للتو يظهر بوجه متجهم! وضع خاطئ.. ولكن.. أين القريبون منه لينصحوه ألا يفعل ذلك ويفعل العكس.. أين وكيله وأين زملاؤه لينبهوه.. هؤلاء كان عليهم النصيحة له.. بالطبع!
العكس!
بيليه الأنجح إعلانياً شئنا أم أبينا! طيلة حياته وحتى الآن!.. منذ السبعينات وقصة بيليه وربط حذائه أمام الكاميرات ليبرز شعار الشركة المصنعة، وحتى الآن وبعد مرور نصف قرن ما زال بيليه يقوم بإعلانات لماركات ظهرت بعد اعتزاله الكرة! كإعلاناته الأخيرة مع صب واي للصناعات الغذائية.. السر في كل هذا هو ابتسامة بيليه! ابحث عن صورة في أروقة الإنترنت.. الأمر الذي تلاحظه في بيليه.. أنه نادراً ما تراه غير مبتسم!