د. أحمد الفراج
كان الديمقراطيون على يقين بأن الرئيس ترمب سيتم عزله، أو على الأقل سيتم تدمير صورته، من خلال الكونجرس ومن خلال الإعلام، ليتسنّى لهم هزيمته في الانتخابات القادمة 2020، ولكن ما إن خرج تقرير المحقق مولر، الذي برّأ الرئيس إلى حد كبير، حتى تلخبطت حساباتهم كليّاً، وحينها أدركوا أن الحديث عن عزل ترمب لن يكون مقبولاً في الشارع الأمريكي، ولذا أصرّت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بلوسي، على عدم تمرير إجراءات العزل، رغم كل الضغوط الديمقراطية التي واجهتها، لأنها تعلم أن ذلك سيرتد عليها وعلى الديمقراطيين، وكان واضحاً أن تقرير مولر ضربهم في مقتل، فارتدوا عليه، وطالبوا باستجوابه، رغم أنه خصم ترمب الشرس ورفيقهم المدلّل، الذي لم يتركوا كلمة إشادة إلا وأطلقوها عليه، قبل أن ينقلبوا عليه بعد صدور التقرير.
ولأن فلتات اللسان هي الأصدق، فقد تسرَّبت تصريحات لديمقراطيين، يقولون من خلالها عبارات مثل: «إن لم يتم عزل ترمب، فإنه سيفوز في معركة إعادة الانتخابات»، ثم تصريح آخر يؤكد على: «أنه لا يوجد مرشح ديمقراطي من الممكن أن يهزم ترمب»، ناهيك عن ما يُقال خلف الكواليس والأبواب المغلقة، وما ذكره بعض الديمقراطيين، كتبت عنه مرات عدة، وهو أن مأزق هذا الحزب حالياً يكمن في أنه لا يملك سياسياً من العيار الثقيل، من شاكلة تيد كينيدي وبيل كلينتون وباراك أوباما، وبالتالي فإن المسألة لا تتعلّق بتميّز ترمب، بقدر ما تتعلّق بالفقر الديمقراطي، ويكفي أن أفضل مرشحيهم، والذي يعتبرونه الحصان الرابح، هو نائب الرئيس أوباما، جوزيف بايدن، الذي وإن كان سياسياً مرموقاً، إلا أنه يبلغ الثامنة والسبعين من عمره، ولا يملك المتطلبات اللازمة لمنصب الرئيس، فالرئاسة تختلف عن عضوية الكونجرس، وكم من سياسي بارع فشل في الفوز بالرئاسة، وترمب يعلم عن مأزق الديمقراطيين، ولا يتوانى عن الاستمتاع بذلك، ورغم أنني أعلم حقيقة ضعف المرشحين الديمقراطيين، إلا أنني لم أتوقّع أن يصرحوا هم أنفسهم بذلك، وهذا دليل إحباط مبكر، ومؤشر غير مريح، ورغم كل ذلك، فلا بد من التذكير بأن المفاجآت واردة، حتى يوم الانتخابات، فلننتظر تطورات الأسابيع القادمة.