«الجزيرة» - عبير الزهراني:
قال مختصون بأن القطاع الترفيهي والسياحي يشهد قفزات نوعية في المحتوى والشمولية والفئات المستهدفة، مشيرين إلى أن إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة 2020 حتى العام 2020 وصل إلى 130 مليار ريال.
وقال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري إن العائد الاقتصادي من مخرجات الفعاليات والبرامج السياحية الترفيهية سيسهم في نمو الناتج المحلي كما أنه إضافة مهمة في توفير فرص العمل وتوليد الأنشطة ذات العلاقة حيث تشهد مدن المملكة هذه الأيام عديدًا من الفعاليات النوعية في إشارة واضحة إلى أن الاقتصاد السعودي اليوم مبني على الإنتاجية في اتجاهات فعلية نحو السياحة الداخلية.
وأشار الجبيري إلى أن القطاع الترفيهي والسياحي يشهد قفزات نوعية في المحتوى والشمولية والفئات المستهدفة مما رفع كثيرًا من الإقبال عليها وبالتالي تعاظم الطلب الكلي، مشيرًا إلى أن ذلك سيتعاظم أكثر مع اكتمال المشاريع السياحية التي تنفذ حاليًا في مختلف مناطق المملكة، لافتًا إلى أن الأمر لم يقتصر على تنفيذ البرامج بل تجاوز ذلك الإعداد البشري وتأهيله وتدريبه وفق أحدث الممارسات فهناك العديد من الجامعات والكليات التي وضعت السياحة ضمن تعليم وتدريب شبابنا، كما أنه قد تم إنشاء الأكاديمية السعودية للترفيه بهدف تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في القطاع الترفيه بهدف تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في القطاع.
وأكد الجبيري بأن التقارير الاقتصادية تشير إلى أن إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة 2020 حتى عام 2020 إلى 130 مليار ريال منها مبلغ 74.5 مليار ريال إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج، وتشكل النفقات الحكومية الرأسمالية منها مبلغ يزيد عن 50.9 مليار ريال حتى عام 2020، واستثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى 23.7 مليار ريال لنفس الفترة من خلال 220 مبادرة تبناها البرنامج حتى عام 2020، ولا يشمل ذلك كافة أشكال الإنفاق الرأسمالي في المشروعات الكبرى ذات الصلة، مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا وغيرها، إضافة إلى المشروعات ذات الصلة التابعة للقطاع الخاص، التي يصل إجمالي الاستثمارات فيها إلى أكثر من 86 مليار ريال.
وأشار الجبيري إلى أن المعلن حاليًا قد بلغ أكثر من 300 نشاط ترفيهي، في جميع مدن المملكة في حين من المتوقع أن تصل عائدات الترفيه تحديدًا إلى 30 مليار ريال وتضيف 200 ألف وظيفة بحلول عام 2030.
وطالب الجبيري بتوسيع صناعة النقل في مجال السكة الحديد في المناطق السياحية المرتفعة وذلك لما سيسهم في مواصلة الجذب السياحي وخلق فرص وظيفية جديدة في هذه الصناعة وأيضًا لتعاظم العائدات وتوفير بيئة سياحية مريحة وآمنة.
من جهته قال المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان بأن تنظيم المهرجانات الصيفية في العديد من المدن السعودية تجربة رائدة وجيدة في مجال السياحة وتشكل أداة دعم قوية لتشجيع وتفعيل السياحة الداخلية ورغم حداثة هذه التجربة إلا أنها أثمرت عن نتائج جيدة وإيجابيات مشجعة منها إيجاد كوادر وطنية مدربة وجيدة تعمل في إعداد وتنظيم فعاليات متنوعة لكافة الفئات وفق قيمنا وعاداتنا، إن جذب المواطنين والمقيمين لهذه الفعاليات يشجع السياحة ويسهم بشكل كبير في نجاح الكوادر الوطنية في تنظيم هذه الفعاليات بمهارة واقتدار.
وأضاف الصفيان: تنظر الأمانة لقطاع الفعاليات السياحية بنظرة شاملة وذات بعد طويل المدى تتجاوز دور الفعاليات الترفيهي، حيث تنبع أهمية الفعاليات في التعريف بتاريخ المملكة وربط المواطنين ببلادهم، إلى جانب تحقيقها عوائد اقتصادية للمنطقة، وتوفيرها للفرص الوظيفية للمواطنين، مع الإسهام في تقليل الموسمية التي تعد أحد أسباب ارتفاع أسعار الخدمات والمرافق السياحية، مما ينعكس أثره على المواطن والمقيم الذي يختار السياحة الوطنية لقضاء إجازته والعطل الرسمية
وأكد الصفيان بأن جميع المهرجانات التي تقام في المنطقة بشكل عام تحظى بإقبال كبير جدًا من الزوار، نظرًا لما تتمتع به من مكانة سياحية مميزة على الخريطة السياحية في المملكة، وهذا عائد لموقعها الاستراتيجي ومقوماتها السياحية التي أسهمت بشكل كبير في جذب الزوار خلال السنوات الماضية.
وتابع الصفيان: تنظم أمانة المنطقة الشرقية في كل عام وبتوجيه من أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، العديد من المهرجانات والفعاليات الموسمية، ولعل الأبرز منها هو مهرجان «صيف الشرقية»، إضافة إلى شراكتها الاستراتيجية في تنظيم أكبر المهرجانات التي تنظمها العديد من الجهات الأخرى، جميع هذه المهرجان خلقت مناخًا سياحيًا مميزًا لجميع السائحين والزائرين خلال السنوات الماضية وهو ما أسهم في زيادة الإقبال عاماً بعد عام حتى وصلت إعداد الزوار بالملايين وهذا إنجاز جديد يسجل للمنطقة الشرقية سياحيًا.
وقال الصفيان: تعتزم أمانة المنطقة الشرقية طرح ودراسة عدد من المشاريع الترفيهية، ضمن حزمة من الفرص الاستثمارية المطروحة أو المزمع طرحها خلال العام الميلادي الجاري والبالغة 420 فرصة استثمارية في مختلف المجالات ومختلف مدن ومحافظات المنطقة.
وقد أعلنت الأمانة في وقت سابق عن فرصها ومشاريعها الاستثمارية، التي تضمنت عددًا من المشاريع أبرزها المشاريع الترفيهية، التي تهدف لتنمية المنطقة اقتصاديًا وسياحيًا والمساهمة في تحقيق أهداف برنامج جودة الحياة 2020 أحد برامج رؤية 2030، وتم استعراض هذه الفرص الاستثمارية، التي تم طرحها دعما لرواد الأعمال والتنمية للمنطقة الشرقية، من بينها مشروع تطوير جزيرة المرجان كمشروع مقترح على مساحة تتجاوز 57 ألف متر مربع وذلك بأنشطة ترفيهية ومراسي سفن إضافة إلى شاليهات ومنتجعات سياحية، كما شملت مشروع تطوير كورنيش الخبر بمدينة ترفيهية ومرسى سفن بمساحة 60 ألف متر مربع، ومشروع المدينة الترفيهية وحلبة السيارات على شاطئ العزيزية بمحافظة الخبر بمساحة تتجاوز 2 مليون متر مربع، إضافة إلى مشروع ساحات عربات الطعام في 3 مواقع بحرية، ومشروع بحيرة سيهات بمساحة 10 آلاف متر مربع، ومشروع تطوير الواجهة البحرية الرئيسة في كورنيش محافظة القطيف بمساحة تتجاوز 50 ألف متر، ومشروع تطوير الحدائق القادمة، وغيرها من المشاريع السياحية إضافة إلى المشاريع القائمة حاليا والتي تتمثل في نحو 700 حديقة وواجهات بحرية وشواطئ وملاعب ومضامير مشي وخدمات متكاملة وكذلك دعم القطاع الخاص بالمشاريع السياحية.