فهد بن جليد
يقول المثل الشعبي «رمح ترزق به ولا رمح توعد به» أي مُشكلة تواجهها كحقيقة واقعة ولا مشكلة تترقب وقوعها وحدوثها، شركة الكهرباء مشكورة سَنَّت مُنذ شهرين سُنة جديدة، بإرسال رسالة للمُشترك بأنَّه «تمَّ قراءة العداد للحساب، وسيتم إصدار الفاتورة خلال ستة أيام» الهدف من هذه الفاتورة بكل تأكيد إطلاع المُشترك على تاريخ قراءة العداد، ربما لإتاحة الفرصة له ليتأكد بنفسه من القراءة، ولكنَّ الخطوة تُحدث قلقاً عكسياً آخر -برأيي- بترقب المُشترك لصدور الفاتورة على طريقة «ربنا يستر، يا مُسهل، اللهم خفف علينا.. إلخ» ويحمل المُشترك هم صدور الفاتورة «لستة أيام مُقبلة» فضلاً عن هم سدادها، لا سيما وأنّني لم أعلم -كمشترك على الأقل- بُمرافقة أي حملة إعلامية توضيحية من الشركة للهدف من الخطوة.
بما أنَّ شركة الكهرباء تحاول التفكير خارج الصندوق، وتقدم حلولاً وأفكاراً تفاعلية عديدة ومُبتكرة لإرضاء المُشتركين وطمأنتهم بعد موجة الغضب العارمة التي رافقت تغير الأسعار سابقاً، فإنَّني أقترح على شركة الكهرباء «فكرة جديدة» ستزيد الثقة والشفافية بينها وبين المُشتركين، وستخفِّف من نسبة الخطأ البشري المُحتمل، وهي إسناد «قراءة العداد» للمُشترك ليقوم هو بنفسه بتحميلها عبر تطبيق الكهرباء المُحدَّث الذي يُتيح له الآن معرفة موعد قراءة العداد الجديد، وتقوم الشركة بمُراجعة ذلك بشكل دوري ووضع ضوابط وعقوبات للمُتلاعبين، فنسبة الخطأ هنا -أظنَّها- ستكون أقل بكثير لأنَّ الأرقام ستُدخل لحساب أو حسابين خلافاً لما يقوم به موظف «قراءة العداد» لإدخال قراءة أعداد كبيرة من المُشتركين حتى لو كانت آلية أو إلكترونية، لحين التطبيق الفعلي «للعداد الذكي» الذي وعدت الشركة بتركيبه في شعبان «قبل الماضي» على لسان نائب الرئيس الأعلى للاتصال والعلاقات العامة ولم ير النور حتى اليوم.
فكرة العداد «مُسبق الدفع» تبقى الأكثر مُلاءمة ومناسبة لشريحة كبيرة من المُشتركين الذين يرغبون بتكييف وتحديد استهلاكهم وفق «تكلفة مُحدَّدة» لا يرغبون في تجاوزها -مثلما يحدث في بلدان ومُجتمعات عديدة- أخيراً تشجيع فكرة إسناد القراءة للمُشترك يمكن دعمه بتخفيض رسوم الاشتراك بمبلغ رمزي، لأنَّها تضمن القراءة الفعلية للعداد، وتُقلل من نسبة الخطأ التي يتحملها المُشترك إن وقعت، وتُحقق خطوتي «القراءة والمُراجعة» للمُشترك بخطوة واحدة بدلاً من إرسال رسالة بأنَّ القراءة تمت، وعليك التأكد وانتظار الفاتورة، فهل تفعلها «شركة الكهرباء» من باب الشفافية والتفاعل بينها وبين المُشتركين بالثقة فيهم «لمرَّة واحدة»، وهم الذين وثقوا بموظفي «قراءة العداد» سنوات طويلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.