سعد الدوسري
في 9 يناير 1991، عُقِدَ في جنيف مؤتمر سلام، لتجنب الحرب في الخليج. وكان الخليجيون يأملون أن يتوصل جيمس بيكر، وزير خارجية الولايات المتحدة، وطارق عزيز، وزير خارجية العراق، لحل توافقي، يمنع كارثة الحرب الثانية في الخليج، لكن السيناريو العسكري هو الذي تفوق في النهاية، كما تفوق من قبل، في المفاوضات التي جمعت الوسطاء، لتجنب الحرب بين العراق وإيران. إنها السيناريوهات العسكرية، منذ اشتعلت الحرب الأولى في الخليج، في 22 سبتمبر 1980، وحتى اليوم. المنتصر الوحيد في الأربعين سنة الماضية، هم تجار الأسلحة، وسياسيو المحن! أما الخاسر، فهو المواطن المغلوب على أمره، والذي فقدَ أمنه واستقراره ورفاهيته. من كان يتخيل أن العراق العظيم سيتحول، بفعل سياسيي الحروب، إلى بلد فقير، تتقاسمه الطوائف والأحزاب والأطماع الشخصية والانتماءات المذهبية؟! أو أن يتحول اليمن الموعود بنماء متميز، إلى كيان مهلهل متهالك، يتخاطفه العملاء والمتآمرون المذهبيون من كل جانب، يبيعون فيه ويشترون؟!