علموا أطفالكم ألا يتعلقوا بلعبة، كيس حلوى، رائحة، مكان كان أو زمان، عودوا أطفالكم ألا يتعودوا على الغنى.. الجاه.. الرخاء أو ما يضادها، أخبروا أطفالكم بأن الحب أكبر مما يُرى ويسمع ويحدث داخل الروايات وخارجها، اهدوا أطفالكم حضنًا أبديًا ليبقى حتى بعد مماتكم..
اسمحوا لأطفالكم بالبكاء ما أن يرغبوا فيه، الضحك أو اللعب أو القفز أو احتضان الدمى في عمر الستين، فما العمر إلا كذبة من كذبات الأولين..
امنحوا أطفالكم حقاً في الاختيار.. المضي قدماً في القرار الذي قد لا يؤدي إلا للألم المانح لهم ما لا يمكن لأحد منحه!
لا تضعوا قانونًا يمنعهم من أن يكونوا ما هم عليه.. ما خلقوا ليكونوه بعيدًا عن سلطتكم العليا..
تقبلوا ما هم عليه، وتوقفوا عن محاولة الإصلاح الشاملة الكاملة لما يظل كائنا بشريًا..
استمعوا لأدمغتهم.. نبضهم.. أنفاس أعماقهم.. وما يمكن سماعه غير الأحاديث ذات الكلمات..
حادثوهم بالحسنى.. تغافلوا عن فوضاهم..
قبلوا ما يحملونه من روعة واربتوا على الباقي..
قفوا وإياهم كل صباح أمام المرآة، وأخبروهم كم هم رائعون، وكم يحملون من عوالم لا نهائية في أعماقهم وعن أنهم «العالم الأكبر»، فقد يكونون أولئك الأطفال في أعمق نقطة من أعماقك، وليس خارجها كما ظللت تعتقد أثناء قراءتك!