تعيش مملكتنا الحبيبة النقلة النوعية في ظل حكومة خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- ورؤية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان 2030، والتي نأمل أن تصل المملكة على خارطة الطريق كبلد واعد ومنافس في منظومة مجموعة العشرين.
وفي الأصل هذه الرؤية والخطط الاستراتيجية وضعت للإنسان السعودي في سبيل حياة ورفاه وصحة وأسلوب حياة بعيدا عن الحوادث المرورية والإصابات أو الوفيات -لا سمح الله- والتي مع الأسف تعاني منها شوارعنا في الوقت الحاضر، على الرغم مما سن من قوانين وأنظمة وجزاءات مالية ومادية من قبل الإدارة العامة للمرور، إلا أننا ما زلنا نلحظ السلوك العام لرواد الطرق في المملكة لا يتجاوب مع هذا الطرح من قبل المواطنين والمقيمين، والذي مع الأسف يعتبر من أكبر إحصائيات وفيات للبشر نسبة وتناسباً ربما في العالم هي في السعودية، وأنا هنا لست في طور البحث في هذه المسألة لعلمي أن الكثير من أصحاب الرأي والمشورة والكتاب تطرقوا لها بإسهاب،
لكن هناك استفسار إلى من يهمه الأمر في قضية جوهرية ربما لم تكتمل بعد في طرقنا وشوارعنا ألا وهي العلامات المرورية والإرشادات العامة والتي بناء عليها لا يمكن لأي فرد من المجتمع الحصول على رخصة القيادة قبل الإلمام بها وتجاوزها.
ولكن مع الأسف يبدو أن الغاية من تعلُّم هذه الرموز لم يؤدي النتيجة التي وجدت من اجلها، حيث يفترض أن الشوارع والطرقات تعكس ذلك من خلال وضع هذه العلامات، فجميع الشوارع كي يتسنى للمستخدم اتباعها وكذلك رجال الأمن والمرور تطبيق العقوبات والجزاءات على مخالفيها خالية من مثلا: «قف عند التقاطعات» أو الأفضلية أو حتى مطبات أو مشفى أو معلم حضاري أو حتى وسيلة دعائية أو إعلامية عن ربوع بلادي، وكأننا يجب أن نتسلح بالحذر وقوة الملاحظة والمعرفة كي نستنتج جادة الطريق ومعالمه والبناء على الاجتهادات الشخصية في تلمس الصواب من الخطأ اثناء قيادة مركباتنا.
هذه أحد الأسباب في ارتفاع نسب الحوادث والوفيات في المملكة، لأن الشارع مفتوح للجميع بدون وسائل وعلامات سلامة أو خلافه، بل إن «نجم» نجده في معظم الأحيان يعتمد على اجتهادات شخصية في تحديد نسب الأخطاء في الحوادث مع الأسف. إضافة إلى أننا نعاني كذلك من قلة في اللوحات التعريفية والإرشادية لمعالم المملكة على الطرق السريعة وهذا خلاف توجه الدولة -حفظها الله- على تعريف وتشجيع الناس على زيارة معالم السعودية والسياحة الداخلية، حتى أن زوار المملكة لا يجدون الأسماء والعلامات التي تعطي معلومة وافية عما يمر به اثناء استخدام الطرق السريعة وهي فقط معلومة لأهالي المنطقة أو كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها.
بينما لو ذهبت خارج المملكة تجد أن الشوارع بالأسماء والعلامات المرورية موجودة والمعالم الحضارية والسياحية معرفة على الطرق السريعة في أمريكا وأوروبا وآسيا حتى في بعض الدول التي إمكانياتها أقل من السعودية. بل إن تلك الدول تطبق ما تتعلمه في حق الحصول على رخص القيادة على الواقع ووضع العلامات المرورية اللازمة، لذا نجد أن نسب حوادث السيارات اقل بكثير من معدلاتها في المملكة.
المرجو ممن يهمه الأمر وضع العلامات المرورية والإرشادات العامة والمعالم الحضارية على جميع شوارع وطرقنا؛ كي لا يكون هناك سبب أو عذر في زيادة نسب الحوادث والوفيات لا سمح الله.