سليمان الجعيلان
(أبارك للأمير عبدالرحمن بن مساعد توليه رئاسة نادي الهلال وهو أهل لذلك وفي حقيقة الأمر الأمير عبدالرحمن بن مساعد يمتلك سحرًا عجيبًا، فقد دخلت للاجتماع كمنافس له على رئاسة الهلال ولكني تفاجأت بأنني أرشحه وأعلن عن وقوفي معه) هذه التهنئة والمباركة وإعلان الدعم والمساندة كانت للأمير بندر بن محمد الله يشفيه ويعافيه عندما خرج وتحدث للصحفيين في (29 مايو 2008) بعد انتهاء اجتماع أعضاء شرف نادي الهلال في منزل الأمير نواف بن محمد الذي انتهى بانتخاب الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيسًا للهلال بالإجماع وبعد أن تنازل الأمير بندر بن محمد عن الترشح لرئاسة نادي الهلال في موقف يعكس ثقافة الهلال ومعنى تنافس الفرسان وتقديم مصلحة الكيان على المواقف الشخصية والمنافسة الانتخابية وهو الذي سار عليه وطبقه بحذافيره عضو شرف نادي الهلال الأستاذ موسى الموسى بعدما فاز منافسه بكرسي رئاسة نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل فكتب وغرد الأستاذ موسى الموسى في حسابه الشخصي في «تويتر» بهذه الكلمات التي تعبر عن ثقافة الهلال والهلاليين إذ قال: (أبارك لأخي فهد بن نافل فوزه برئاسة نادي الهلال بعد انتخابات حصدت متابعة جماهيرية وإعلامية غير مسبوقة وإيرادات مالية تعد الأضخم بين الأندية وفوزه اعتبره فوزًا لي ولا فينا أحد خاسر. كما أعلن تأييدي ودعمي لإدارة الأخ فهد فنحن لم نتنافس إلا من أجل خدمة الكيان وإسعاد جماهيره الوفية).
في موقف متشابه ومتطابق مع موقف الأمير بندر بن محمد الذي مضى عليه أكثر من (10) سنوات وهذا يؤكد أن هذه الثقافة الراسخة وهذه اللغة الراقية والسائدة بين رجالات الهلال وأعضاء شرفه هي منهج مؤسساتي أكثر من أن يكون اجتهادًا شخصيصا!!..
وحقيقة ما فعله الأستاذ موسى الموسى ما هو إلا امتداد لسياسة الهلال والهلاليين في غرس ثقافة الإيثار وتنمية تغليب مصلحة الكيان وهو ما انعكس على مسيرة نادي الهلال في استمرار بطولاته وتوالي إنجازاته حتى أصبح الهلال مثالاً يحتذى به وقدوة حسنة لبقية الأندية ولذلك على الهلاليين أن يحفظوا لأعضاء شرفهم هذه المواقف المشرفة وأن يحافظوا على هذه القيم والمبادئ الهلالية الراسخة وأن يرفضوا ويلفظوا كل من يحاول المساومة أو الإساءة للهلال ولجماهيره ورجالاته الذين تحدوا الصعاب من أجل الهلال وحققوا المحال للهلال على الرغم من كل التحديات والعقبات التي كانت تواجه الهلال قديمًا وحديثًا!!.
الاتحاد السعودي والدرس الياباني
(أعلن مدرب منتخب اليابان عن تشكيلة شابة لخوض منافسات كوبا أميركا لكرة القدم الشهر المقبل في البرازيل واستدعى المدرب هاجيمي مورياسو 6 لاعبين فقط من أصل 23 لاعبًا سبق لهم خوض مباريات دولية ويأتي قرار مورياسو باختيار هذه التشكيلة الشابة إلى إعداد وتهيئة منتخب الساموراي لإحراز الميدالية الذهبية حين تستضيف أولمبياد طوكيو 2020).
انتهى الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية عن خطة واستراتيجية مدرب المنتخب الياباني لتجهيز وتحضير فريقه لمسابقات ومنافسات قادمة وفق خطة مدروسة ومنهجية مرسومة يؤيدها ويدعمها الاتحاد الياباني الذي سخر لها كل الإمكانات لتطبيقها ونجاحها وهو ما تحقق في احتكاك ومجاراة هذا المنتخب الياباني الشاب مع أقوى المنتخبات العالمية مثل تشيلي والأوروغواي في بطولة كوبا أميركا ومن شاهد أداء وعطاء منتخب اليابان أمام منتخب الاوروغواي تحديدًا يدرك جيدًا بأن اليابانيين يخططون ويعملون بعيدًا عن الاجتهادات الشخصية التي يتميز بها الاتحاد السعودي لكرة القدم بكل أسف!!..
فما حدث للمنتخب السعودي للشباب في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في بولندا الشهر الماضي وخسائره الموجعة إلا صورة ونسخة مكررة على سوء التخطيط وعشوائية العمل في تحديد الاهتمامات والأولويات في الاتحاد السعودي وقع ضحيته المدرب السعودي خالد العطوي ولاعبوه كما حدث مع من سبقهم بكل أسف أيضًا!!.. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم متى تصبح المنتخبات السنية السعودية من أولى اهتمامات مسيري الاتحاد السعودي بالأفعال وليس بالأقوال والأهم الآن، هل يتعلم الاتحاد السعودي من الاتحاد الياباني هذا الدرس النظري والعملي الياباني في كيفية رسم الخطط والاستراتيجيات وتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع بدلاً من الاكتفاء بكتابتها في البيانات ونشرها في التغريدات؟!.