«الجزيرة» - علي بلال:
بمشاركة المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، اختتمت قمة شباب العشرين (Y20) مؤخراً، أعمالها باعتماد توصيات سيتم الرفع بها إلى قادة دول مجموعة العشرين خلال اجتماعهم المقبل في اليابان نهاية شهر يونيو الجاري، بعد اتفاق آراء شباب دول المجموعة حول تطوير ثلاثة مجالات رئيسية هي التجارة العالمية، والبيئة والأعمال، ومستقبل العمل.
وتعتبر قمة شباب العشرين (Y20) التي عقدت في طوكيو خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو 2019م، مؤتمرًا شبابيًّا عالميًّا يجمع الخبراء الشباب من دول مجموعة العشرين لمناقشة القضايا العالمية المتعلقة بالشباب، من خلال مناقشة عدة سياسات مقترحة لقادة مجموعة العشرين.
وخلال قمة شباب العشرين، التي اختار مركز المبادرات بمؤسسة مسك الخيرية 4 شباب وشابات يمثلون المجتمع المدني السعودي للمشاركة فيها وهم بيسان العجاجي، لمى الجبر، مهند الشارخ، وإسراء قرطلي، شهدت الجلسات التي ضمت ممثلين شباب من جميع دول مجموعة العشرين، توافق من جميع المشاركين حول أهمية تطوير هذه المجالات وفق التطورات العلمية والتقنية وتغير مفاهيم الشباب حول المعطيات الحديثة.
كما قدم مركز المبادرات بمسك الخيرية في هذه القمة ورشة عمل للسفراء الشباب لدول مجموعة العشرين، التي استعرضت بحث «مستقبل العمل»، إذ تتعرض القوى العاملة لتغير جذري بسبب التحولات المختلفة الطارئة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي، وشيخوخة المجتمعات، والإصلاحات المتعلقة بالجنسين، والتقنيات الناشئة.
وأكد الشباب المشاركين خلال قمتهم أنه ما لم يُمنح الناس الفرصة لتطوير المهارات اللازمة للتكيف مع بيئة العمل المتغيرة، فسيعاني الكثيرون من البطالة، مما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم عدم المساواة، حيث ناقش سفراء شباب العشرين الآلية التي يجب أن تعمل بها القوى العاملة في المستقبل وكيفية الاستعداد للتحولات الحتمية في الاقتصاد العالمي.
واعتبر المشاركون في قمة شباب العشرين أن التجارة العالمية هي إحدى المحركات الرئيسة للاقتصاد العالمي، وهي في تطور مستمر ومتزايد التعقيد، وتتأثر جزئيًا بالأوضاع السياسية الراهنة، مضيفين أن في ظل توفر التقنيات الجديدة الملموسة والافتراضية، ومنتجات وخدمات عالمية في عالم لم تعد للحدود الجغرافية فيه أهمية كبيرة مثل ذي قبل، جعل التجارة تتغير وتؤثر على مجتمع الأعمال بشكل غير مسبوق، ما يجعل هناك ضرورة لمواكبة هذه التغيرات وسرعة الاستجابة لها.
وفيما يتصل بالبيئة والأعمال، فقد أشار الشباب المشاركون إلى أنه على الرغم من أن الجهود العالمية لمعالجة القضايا البيئية قد أسفرت عن نتائج ملموسة (مثل اتفاقية باريس، وأهداف التنمية المستدامة، إلخ)، فإنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من التعاون الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة القضايا البيئية، بما في ذلك التغير المناخي والنفايات البلاستيكية في البحار، مؤكدين على ضرورة إيجاد حلول لمحافظة الحكومات والشركات على نموها الاقتصادي مع السعي لتحقيق بيئة مستدامة في الوقت ذاته.
يذكر أن مبادرة مسك الزمالة والتدريب بمركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية تولت مهمة اختيار السفراء السعوديين وإعدادهم وتدريبهم للمشاركة في قمة شباب العشرين، بأفضل طريقة ممكنة لتمثيل بلادهم لمناقشة توصية السياسة العامة مع دول مجموعة العشرين الأخرى وإعداد بيان لتقديمه إلى الرؤساء حول العالم في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في طوكيو.