«الجزيرة» - سعد العجيبان:
يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع زيارة لكوريا الجنوبية قُبيل توجه سموه إلى اليابان مترئسا وفد المملكة لحضور قمة قادة مجموعة العشرين التي تنعقد في مدينة أوساكا.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى كوريا الجنوبية التي تعد الأولى منذ توليه ولاية العهد لتعزيز العمل المشترك بين البلدين بما يحقق الرخاء للشعبين الصديقين.
وتجسد زيارة سموه حرص المملكة على توثيق علاقاتها الدولية وتوطيدها مع كوريا الجنوبية، بهدف ترسيخ العلاقات وتقويتها بين الدولتين، إضافة إلى حرص المملكة الدائم على تعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية وتضامن الجهود في مواجهة التحديات وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار وإنهاء الأزمات، بما يتوازى مع تعاظم الدور المؤثر إقليميا ودوليا الذي تلعبه المملكة في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية.
ويمثل الاستثمار في المملكة بيئة مثالية ومواتية للشركات الكورية نظرا لتقارب نظام التعليم والتدريب السعودي مع المستويات العالمية، وتوافر العمالة ورأس المال والقوانين وترحيب المملكة بالمستثمرين.
كما تتوفر في المملكة عديد من الفرص التي تشكل حوافز وعناصر جذب للشركات الكورية للاستثمار، منها قطاعات جديدة كليا مثل قطاع الترفيه والسياحة.
ويُمثل الاستثمار السعودي الضخم في البنية التحتية فرصة سانحة للمستثمرين الكوريين للاستثمار في قطاعات الهندسة والصناعة والأعمال الإصلاحية.
ويُخطط المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية التنموية لتوقيع اتفاقية تعاون مع معهد التنمية الكوري لعقد شراكة لتبادل الأبحاث والباحثين وإنشاء برامج أبحاث مشتركة.
وفي الوقت الذي تُعدّ الشركات الكورية شركات عالمية، فإن المملكة هي البوابة المناسبة لها للدخول إلى منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولا يعني تميز العلاقة للمملكة وقيادتها مع دول الشرق وبخاصة دول شرق آسيا، تخليها عن علاقتها مع الغرب، بل تجسد حرص القيادة الرشيدة على التوازن في علاقاتها الدولية، وبناء علاقات متميزة مع الدول العظمى والدول ذات الوزن الاستراتيجي العالمي.
من جهتهم أكد مسؤولون في كوريا الجنوبية أن زيارة ولي العهد تأتي في إطار سعي البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية، والوصول إلى مستويات أعمق من التعاون في العديد من المجالات.
وتكتسب الزيارة التي تستمر يومين اعتبارًا من الأربعاء، أهميتها لكونها الأولى لولي عهد منذ عام 1998، حيث سيجتمع الأمير محمد بن سلمان مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي أون في أول أيام الزيارة، قبل التوجه إلى مدينة أوساكا اليابانية لحضور قمة مجموعة العشرين.
وقال مسؤول كوري جنوبي: إن الزيارة ستشهد التركيز على العديد من المجالات الاقتصادية، وأهمها مصادر الطاقة، مؤكدًا أن الجانبين سيوقعان سلسلة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات تشمل الطاقة والخدمة العامة.
وتحرص كوريا الجنوبية على مشروع الطاقة النووية السعودي، والذي يعد جاذباً للمئات من الشركات العالمية المتخصصة في تلك التكنولوجيا خلال الفترة الماضية.
وكانت شركة كوريا للكهرباء التي تديرها الدولة قد اختيرت في يوليو الماضي لتقديم عطاءات لبناء محطات نووية في المملكة، وذلك ضمن المشروعات الخاصة برؤية 2030 التي قدمها ولي العهد خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
حفاوة كبيرة تظهرها القيادة الكورية لزيارة سمو ولي العهد وأهميتها، تعكس المكانة الكبيرة التي يحظى بها الأمير محمد بن سلمان، والدور المؤثر للمملكة على الصعيد العالمي.