عبدالله العمري
مضى على نهاية بطولة أمم آسيا للمنتخبات تقريبًا أكثر من ستة أشهر ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا والمنتخب السعودي دون أي مدرب رسمي مسؤول عنه بعد إلغاء عقد المدرب الأرجنتيني بيتزي..!!
والمشاركة المقبلة لمنتخبنا السعودي ستكون تقريبًا بعد ثلاثة أشهر من الآن في الدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2022
حقيقة لا أعرف عن الكيفية أو الآلية التي يدار بها منتخب يمثل الوطن وله تاريخ طويل جدًا من الإنجازات والبطولات وتنتظره الكثير من الاستحقاقات المهمة والقوية في قادم الأيام، لكن على ما يبدو أن الأمور تدار فيه بالبركة فقط بعيدًا عن المنهجيات والخطط والإستراتيجيات ذات الهدف الواضح والمحدد.
معيب جدًا أن يظل المنتخب السعودي الأول دون مدرب لفترة طويلة تصل إلى ستة أشهر وأجزم أنها سابقة لا يمكن أن تحدث حتى مع منتخبات دول العالم الثالث الأقل منا إمكانات مادية وبشرية، ومن أوصل المنتخب السعودي الأول إلى هذه الحالة المزرية لا بد أن يحاسب، فهذا التخبط الكبير سيكون ضرره كبيرًا جدًا على مستقبل الأخضر السعودي.
وبمقارنة بسيطة مع المنتخب الياباني الذي نجح بفضل الخطط المدروسة التي وضعها اتحاد الكرة لديه من سحب زعامة قارة آسيا من تحت أقدام جميع المنتخبات الآسيوية، وبعد خسارتهم للقب بطولة أمم آسيا 2019 التي أقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي توجهوا إلى المشاركة في بطولة كوبا أميركا المقامة حاليًا بالبرازيل وذهبوا بمنتخب مغاير تمامًا عن المنتخب الذي شارك في أمم آسيا حيث فضلوا المشاركة بمنتخبهم تحت 23 عامًا وذلك بحثًا عن إعداد هذا المنتخب الشاب لأولمبياد طوكيو وكذلك لإعداد هذا المنتخب الصغير لنهائيات كأس العالم 2022 لذا من الطبيعي أن المنتخب الياباني أصبح علامة فارقة ومميزة في القارة الآسيوية، لأن الأمور في الاتحاد الياباني لكرة القدم تدار باحترافية عالية جدًا بعيدًا عن المسكنات الوقتية ولديهم تخطيط واضح ومدروس.
بينما الاتحاد السعودي لكرة القدم لدينا غارق في مشكلات لا حصر لها من سوء في التخطيط فليس لديه أهداف واضحة يسعى إلى تحقيقها مثل بقية الاتحادات القارية الأخرى، فالاستقرار الإداري لدينا مفقود تمامًا، فكل ثلاثة أشهر لدينا رئيس جديد وأصبحت لجانه تتخبط بعملها وتتضارب في قراراتها من نادٍ إلى آخر.
اتحادنا لديه لوائح واضحة وصريحة لكنه لا يجيد تطبيقها ولعل ما حدث في انتخابات الأندية التي جرت قبل أيام من قفز على اللوائح والأنظمة بشكل فج بعد أن تم تحويل ديون بعض الرؤساء إلى أصوات استفادوا منها في الترشح لكرسي الرئاسة رغم عدم وجود أي مادة في اللوائح تجيز ما حدث يؤكد أن الشق أكبر من الرقعة في رياضتنا ومن الطبيعي أن تعيش هذا التخبط الكبير الذي جعل منتخب الوطن بلا مدرب لأكثر من ستة أشهر..!!!