د.عبدالعزيز الجار الله
قد يتوافق الانقسام البشري والسكاني فوق الأرض مع الانقسام الجيولوجي والطبوغرافي تحت الأرض، ففي الصراع السياسي في الشرق الأوسط الكبير، أو غرب آسيا الجزيرة العربية، وآسيا الوسطى إيران، وآسيا الصغرى تركيا تاريخياً، وشرقي إفريقيا، هناك انفصال سياسي يقابله انفصال جيولوجي وجغرافي على السطح وتحت السطح:
- انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الإفريقية نتج عنها انفلاق البحر الأحمر وانقسامه إلى الدرع العربي الجزيرة العربية في الشرق، والدرع الإفريقي (النوبي) في الغرب، وأيضاً جبال السروات والحجاز ومدين عربية، وجبال البحر الأحمر إفريقية، وبالتالي انقسام سكاني وثقافات وانثروبولوجيا مختلفة بين الدرعين.
- تحرك الصفيحة العربية شرقاً وعوامل أخري باتجاه الصفيحة الأورآسيوية الصفيحة الإيرانية والتركية نشأت جبال زاجروس في إيران وهضبة الأناضول في تركيا وجنوب مضيق هرمز مياه الخليج العربي، وأيضاً اختلاف في السكان والثقافة.
إذن العرب واقعون بين كتلتين جيولوجيتين هما الهضبة الإيرانية والتركية من الشرق وبين الدرع والهضبة الإفريقية من الغرب، وفِي السياسة ثلاث مجموعات الإفريقية غير العربية، والدول العربية، والتركية الإيرانية، استطاع الإسلام أن يوحد سكان الشرق الأوسط: شمال إفريقيا والهضبة الإفريقية، والجزيرة العربية، وهضبة إيران فارس وهضبة الأناضول تركيا من الربع الأول من القرن الهجري الأول، واستمر الانضمام والتوحد طوال التاريخ الإسلامي حتى بداية الاستعمار الأوروبي الربع الأول من القرن العشرين وبعض الدول من القرن التاسع عشر.
يمكن للعرب لو استعادوا عافيتهم وقوتهم أن يوحدوا هذه الكتل في منظومة واحدة وخاصة أن الدرع النوبي الإفريقي معظمه دول عربية حتى تشاد في الطريق إلى أن تصبح دولة عربية وهي التي كانت مملكة عربية وإسلامية حتى جاء الاستعمار الأوروبي عام 1920م واستقلت عام 1960م، وإيران هي الآن تشهد ربيعها الإيراني مطالبة انفصال الأحواز العرب والأكراد والأذار، كذلك الحال تركي التي بدأت تغرق في ربيع تركي اقتصادي وسياسي بسبب سياساتها ودعوة الأكراد إلى إقامة دولة كردية شرقي تركيا.
العرب يملكون القدرة في هذه المرحلة التاريخية المفصلية من أن يؤدوا هذا الدور بالتعاون مع دول الحلف الدولي لاستقرار الشرق الأوسط التي اختطفته إيران وتركيا.