رمضان جريدي العنزي
الأخلاق فضيلة وحسن وسماحة وطبع وسجية وإيثار وبر وبشاشة وتضحية وتواضع وجود وسخاء وحلم وحياء وحسن ظن ورحم سلامة صدر وسماحة نفس وعفو وصفح، كظم للغيظ ومرؤة ومحبة وورع ووقار، وصاحب الأخلاق يسكن القلب، ويستوطن اللب والروح، مكانته سامية، ومقامه رفيع، نجاحاته كثيرة، ورزقه واسع، وعلاقاته مع الناس وثيقة وثابتة، قريب منهم وملاصق، الأخلاق الطيبة والتعاملات الحسنة مطلوبة من كل حي تدب فيه الحياة، ويعيش على وجه البسيطة، لكنها مطلوبة من الكبار أكثر من الصغار، كون الكبار يحملون الحكمة والحنكة والبصيرة الثاقبة والصبر والتأني، والعمر والتجربة، والقدرة على كبح جماح النفس والهوى، عكس الصغير الذي يعيش فترة الطيش والتهور، وقلة التجربة، ومحدودية الصبر والتأني، أن للأخلاق الحميدة، والتعاملات الطيبة، ثمار لذيذة، كون أشجارها باسقة وثابته وجذورها ضاربه بالعمق، فالأخلاق منظومة متكاملة للحياة، ولا تستقيم الحياة إلا بها، وهي مؤشر للحياة النقية، والضامن لها، وانعدامها يعني الخيبة والخسران، وانعكاساتها خطيرة على الفرد ذاتها والمجتمع، أن الأخلاق الرفيعة العالية فيض من ينبوع الإيمان، يشع نورها داخل النفس وخارجها، فالأخلاق ليست حلقات منفصلة عن بعضها، بل حلقات متصلة ومتحدة في سلسلة واحدة، والأخلاق ليست لونًا من الترف، يمكن الاستغناء عنه في لحظة الحدث، وليست ثوباً يرتديه الإنسان ثم ينزعه متى شاء، بل هي ثوابت دائمة، لا تتغير مع المعطيات والمواقف والمتغيرات، أن مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق فسد التعامل، وتفكك الناس وتصارعوا وتناهبوا، والأخلاق في الإسلام أمرها عظيم، بل إن الإسلام يخضع الأعمال الجليلة للأخلاق الطيبة، لقد اهتم الإسلام بالأخلاق الحميدة، وأمر بها، لأنها من دوام الحياة الاجتماعية واستمرارها وتقدمها، فالإنسان بحاجة إلى نظام خلقي يحقق النجاحات الباهرة ذات الفوائد والعوائد الجمة للإفراد والمجتمعات، ويحول دون ميول ونزعات الشر، أن أصحاب الأخلاق الحميدة العالية، راقين بطبائعهم، ويتميزون بالرقة والهدوء والنبل والعذوبة، وسلوكياتهم غاية في التحضر، والتعامل الحسن، أن أخلاق الإنسان هي حياته، وحجر تعامله مع الناس، وهي التي ترقيه وتطوره، وتعلي منه، وترفع مكانته، وهي طريق سعادته، وسمو نفسه، وثقته بها، هي التي تميزه عن غيره في الأقوال والأفعال، قال صلى اللهعليه وسلم: (ألا أخبركم بأحبكم إلى الله، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال أحسنكم خلقًا) وهذا لعمري حظًا عظيمًا، وفوزًا مبينًا.