فهد بن جليد
نحتاج «لتصنيف عاجل وعادل» للمطاعم والمقاهي في السعودية بمنحها «النجوم الذهبية» التي تستحقها أسوة بما يحدث في الفنادق، للحد من المُبالغات في فرض الرسوم والتسعيرات لبعض «المقاهي والمطاعم» نتيجة التطور والحراك الكبير الذي تشهده بعد السماح لها بإدخال نشاطات «ترفيهية وترويجية» داخلها، والأهم أن يتم هذا التصنيف أولاً وفق معايير وجودة ونوعية الطعام والشراب المُقدّم، صحيح أنَّنا لا نُشاهد في العالم «لوحة نجوم» على مداخل المطاعم، ولكن في الحقيقة هناك تصنيف للمطعم «أبو نجمة» مروراً «بالخمس نجوم» ووصولاً لتصنيف المطاعم الأشهر والأفخم ذات «السبع نجوم»، لا من ناحية رسوم التشغيل والافتتاح التي يدفعها المطعم، ولا من ناحية التسعيرة المُعلنة للزبون.
ما يحدث اليوم في بعض مطاعم ومقاهي «الرياض وجدة والخبر» هو سباق محموم للتصنيف الذاتي وفرض الرسوم والأسعار كيفما اتفق -دون مرجعية واضحة- أو على الأقل رقابة والتزام بضوابط وتصنيف البلدية التقليدي، والسبب هو النشاطات الجديدة والخدمات التي يوفرها كل مطعم ومقهى، ما يذكّرنا بمعركة رسوم «مشاهدة المباريات» التي كسبتها المقاهي رسمياً قبل ثلاثة أعوام، حديثي عن تصنيف المطاعم والمقاهي ليس جديداً فقد كتبتُ سلسلة مقالات في هذا الشأن قبل الإضافات الجديدة، ففي 23 يناير 2014 كتبت مقالاً بعنوان «إصلاح الجوال» في المقهى، داعياً فيه لفهم المعنى الحقيقي والغرض لوجود المقهى في مُدن العالم، بعيداً عن حالة الصمت والبريستيج الكاذبة التي تعيشها الكثير من مطاعمنا ومقاهينا، وفي 19 يونيو 2018 كتبت مقالاً بعنوان «باب ما جاء في موسيقى المتاجر والمقاهي» وكيف أنَّ الفهم الخاطئ للغرض من إدخال الموسيقى لهذه الأماكن جعل منظرها مُضحكاً ومُزعجاً مع اختيارات ونوعية اختياراتها الترويجية والترويحية، وفي مارس 2018 تساءلتُ في مقال لي «هل يحق للمقاهي فرض رسوم على شحن الجوال» واستخدام الكهرباء، لأنَّ هناك موضة لإضافة رسوم وتكلفة أي خدمة مُحتملة ومتوقَّعة للزبون على جميع الفواتير، وأخيراً في الثامن من فبراير هذا العام طالبتُ «بتصنيف المقاهي» كاشفاً التباين في أسعارها المُخيف وحيلها، وها أنا اليوم أجد في لوحة «النجوم» حلاً مُرضياً لاختيار ما يُناسب مُختلف شرائح المُجتمع قبل الدخول.
في فلسفة الطعام والشراب لا يعني «الانتشار وكثرة الفروع» الجودة دائماً، فالمطبخ الإسباني المُصنَّف «الأفضل عالمياً» والأكثر حصداً للجوائز في المسابقات الدولية، يُعدُّ الأقل انتشاراً مقابل مطابخ عالمية أخرى، ما يدل على أنَّ التصنيف يتعلَّق «بجودة وقيمة» الأطعمة والأشربة - لا بالخدمات الترفيهية والشكل والديكورات والبريستيج- الذي يلتهم الجزء الأكبر من فاتورة «الزبون الغلبان».
وعلى دروب الخير نلتقي.