شريفة الشملان
في مقالي الماضي كتبت عن الحر في بلادنا، هذا الحر الذي يجعل مكيفاتنا تستغيث وجيوبنا هي الأخرى كذلك. ما بين حر وغلاء كهرباء وقلة الحيلة أحيانًا خاصة لمتوسطي الدخل ومحدوديه، فضلاً عن الفقراء، في حين لدينا مناطق جميلة ومخضرة وباردة، ممكن أن تستوعب الكثير من مواطنينا وتستقطب أيضًا سياحًا من خليجنا العربي والبلاد العربية.
ما تشكو منه هذه المناطق هو أشياء عديدة تكلمت عن بعضها في المقال السابق، أغلبها ينصب في ضعف الخدمات وغلاء الأسعار مع تواضع السكن سواء في فنادقها المحدودة أو الشقق المفروشة. فضلاً عن عدم توفر وسائل جذب للسائح من خدمات المقاهي والسينمات والمسارح ذات المستوى الراقي والفكاهي.
كما الفقر في العناية ببرامج الجذب للأطفال والشباب مما يجعل الصيف يبدو باهتًا بلا كسب للمعارف والمتعة.
لذا من غير اللائق أن نتكلم عن السلبيات دون أن نفترض بعض الحلول، التي تفضل أصدقاء بالتعليق على مقالي السابق وطرح بعض الآراء التي أراها مفيدة وعملية في الوقت ذاته لها جذب وفائدة.
لعل أولها وأهمها هو إشراك الموطنين بالحلول لتفادي أولاً مشكلات الاصطياف، وبما يعود عليهم بعائد، ومن ثم المشاركة في تحمل المسؤولية الوطنية في ذلك، كما يساعد على جعل المواطن شريكًا في الربح كما مشاركته بالمتعة. يأتي ذلك من إنشاء شركة أو مؤسسة وطنية للسياحة (غير هيئة الترفيه، وأيضًا هيئة السياحة) تطرح للاكتتاب العام للمواطنين. ويحدد عدد الأسهم للفرد بحيث لا يستولي عليها الكبار دون الصغار محددة أهدافها لرقي المناطق السياحة وتنظيمها وجعلها سهلة ومريحة للسائح من أي مكان كان، سواء منها المصائف وما أكثرها في وطننا وسبق أن أشرت لأغلبها وربما فاتني الكثير.
هناك مسؤولية تتولاها الشركة أو المؤسسة، ولا بد للدولة التي ستشرف عليها أن تتحمل جزءًا من رأس المال وتطرح للاكتتاب العام، كما أن هناك مشاريع لا بد للدولة أن تقوم بها وهي مسؤوليتها أولاً وثانيًا. من ذلك وهو الأهم الأمان التام في مناطق السياحية.
لا بد من توفير المواصلات ومنها ربط جميع أنحاء المملكة بشبكة خطوط قطارات عالية الجودة والمراقبة ودقيقة المواعيد. وتسير عددًا أكبر في المواعيد.
ربط المدن السياحية داخلها بشبكة قطارات صغيرة ميسرة أقصد تلك التي تسير على الطرق العادية كما في الحدائق الكبرى بحيث يمكن أن تلف المدينة وينزل السائح في المكان الذي يختاره. مقابل مبالغ صغيرة للفرد.
أعرف أن الكلام قد يبدو سهلاً لكن التنفيذ يأخذ جهدًا ووقتًا لا بأس، المهم العزيمة والتصميم على جعل وطننا أجمل، وراقيًا بخدماته ونظيفًا من كل ما يمسه. فالسياحة هي انعكاس لثقافة الوطن ومواطنيه، واحترام الأماكن العامة ونظافتها وطول عمري أكتب وأقول إن الحق يحتاج إلى صرامة، ومنها جعل غرامة على من يسئ استعمال أي جزء من الأماكن العامة من منتزهات أو حدائق. وهذه أتت بنتيجة جيدة في مرافق المنطقة الشرقية، ومنها دفع مبلغ صغير لاستعمال الحمامات، كما تفرض غرامة على من يترك مكان استعمله بلا تنظيف ولو قدر للمؤسسة أو الشركة الوطنية الوجود فسيكون ذلك جزءًا من دخلها الذي بالتالي سيدخل جيب المكتتب الذي هو المواطن الذي سيكون المستفيد الأول والثاني. هنا نأتي لنهاية المقال وهي أن نطفئ لهيب هذا الصيف بمتعة وبراد وفائدة المنتزهات الوطنية ونقربها للمواطن أكثر ونسهلها فتذكرة الطائرة للجنوب أو الشمال لا يمكن أن تكون بسعر أغلى من القاهرة وعمان وبيروت. فضلاً عن غيرها، فقط انظروا للإعلانات وستجدونني على حق.
وأخيرًا.. متعنا الله جميعًا بصحة وعافية واستمتاع بالدنيا والآخرة، وهو القادر القدير..