خالد بن حمد المالك
قطع الأمير محمد بن سلمان وقتاً استغرق منه اثنتي عشرة ساعة للوصول إلى سيئول قادماً من جدة في بدء زيارته التاريخية لكوريا الجنوبية، ومن ثم إلى أوساكا في اليابان لحضور اجتماعات مجموعة العشرين (G20)، ثم في طوكيو لبدء زيارة رسمية لليابان.
* *
ولا بد أن ولي العهد قد حمل مجموعة ملفات تخص كل محطة من المحطات الثلاث، ضمن حركته الدائبة والدائمة لبناء شراكات وتحالفات مع عدد من الدول الكبرى الصديقة في العالم، تتضمن اتفاقيات ومذكرات تفاهم على ما يمكن أن يكون مجالاً للتعاون بين المملكة وهذه الدول.
* *
وتتذكّرون أن كوريا والمملكة كانتا قد احتفلتا في العام 2012م بالذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأنه خلال نصف قرن على قيام هذه العلاقة شهدت الدولتان إنجازات كبيرة على طريق التعاون المفتوح في كل المجالات بينهما، بدليل أن هناك لجنة الرؤية السعودية الكورية 2030، التي وقَّع البلدان بهما مذكرات تعاون وشراكات إستراتيجية سعياً إلى تحقيق المزيد من الأهداف والمصالح المشتركة.
* *
ولا بد أن نتذكّر أن المملكة تزوِّد كوريا بثلث احتياجاتها من النفط الخام، وأن الرياض منذ العام الماضي أصبحت ثامن أكبر شريك تجاري لكوريا، بينما تعد سيئول خامس أكبر شريك تجاري للمملكة، لكن الإصلاحات الاقتصادية التي تمت في المملكة سوف تعزِّز فرص التعاون في مجال الطاقة والصناعة، والبنية التحتية الذكية والرقمية، والرعاية الصحية، والمؤسسات الصغيرة وذات الحجم المتوسط، وكل ما يصنَّف على أنه من الأعمال الواعدة.
* *
في هذه الزيارة لاحظنا أن حفاوة الاستقبال بضيف كوريا أخذت طابعاً لم يقتصر على الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، على أهميتها، وإنما عبَّر حفل الغذاء الذي أقامه الرئيس الكوري تكريماً لسمو الأمير محمد بن سلمان عن إشارات تنم عن محبة خاصة، وتقدير غير عادي، وحفاوة تميَّزت بالإريحية، والمزج بين (البروتكول) السياسي، والعلاقة الشخصية.
* *
فقد تخلَّل حفل الغداء، قطعة من الشعر العربي بعنوان صوت إشراقة الصباح، ورقصة السيف، وأغاني حب كورية وسعودية، ثم (لابزاف) من فرقة (بي آي جي)، وشارك في إضفاء هذه الأجواء فرقة (جونغ غا آن) للموسيقى الكورية التقليدية، وفرقة الموسيقى العالمية (تشوم تشوم) التي تقود عولمة الموسيقى الكورية، وكذلك فرقة الرقص التابعة للمركز الوطني للموسيقى الكورية التقليدية، وأخيراً فرقة (الكي بوب) التي أدت أغنية (لابزاف)؛ أي أننا كنا أمام أجواء باذخة في الترحيب بولي العهد.
* *
وعلى هامش الزيارة الأميرية أقامت الهيئة العامة للاستثمار (SAGIA) مؤتمراً إلى جانب ورشة عمل للشركات الكورية تحت عنوان: كيف تبدأ عملك في المملكة، إلى جانب خلية عمل واجتماعات لمجلس الأعمال السعودي - الكوري، كما أُقيم معرض بمسمى (معرض روح المملكة في سيئول)، ويضم ثلاثة أقسام تحت ثلاثة عناوين هي: مكة والمدينة، والأرض والطبيعة، والثقافة والناس.
* *
وفي التفاصيل عن الفعاليات المصاحبة في هذه الزيارة، هناك تحديداً فعالية الأسبوع الثقافي السعودي، وهي بمجملها فعاليات ثقافية عتيقة، تعرِّف الكوريين بثقافة وتاريخ المملكة، وقد زوِّد جناح (الورود) بالورود، حيث تعد المملكة مصدِّراً للورد، بينما جناح الأفلام تميّز بأفلامه السعودية في الماضي والحاضر، وهناك جناح خاص لتجربة ألعاب تقليدية سعودية، ورسم الحنا، وتناول القهوة مع التمر، وعرض موسيقي مشترك بين العازفين السعوديين والكوريين، وآخر خاص بكتابة الخطوط العربية، وآخر للرقص السعودي التقليدي.
* *
وغداً نكتب لكم عن قراءتنا للأهم في زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث الاتفاقيات، والمباحثات الرسمية بين الأمير والرئيس، والحفل الذي رعاه الرئيس الكوري وولي العهد.