لم تكن الكلمات المقتضبة التي خاطب بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- كل الشعب والمسلمين في كافة أرجاء المعمورة، لدى تدشينه أواخر شهر رمضان المبارك، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030 إلا تتويجاً لنهج قيادة دأبت منذ التأسيس الأغر، على شرف مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما وخدمة ضيوف الرحمن أياً كانت جنسياتهم.. وتعبيراً عن أسلوب خدمة وتواصل مع المسلمين بشكل يستحق الوقوف عنده.
وعندما يقول -حفظه الله- وبشكل واضح «الحمد لله.. أكبر خدمة نقدمها للحاج أو المعتمر أنه يأتي آمن ومطمئن.. هذه من أهم الأشياء.. من أقصاها إلى أقصاها.. والحمد لله.. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته.. والحمد لله على ما نحن فيه.. نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما عندنا.. ونحن كلنا خدم للحرمين»، فإننا إذاً أمام حالة سعودية خاصة جداً، تميز علاقة قيادة هذا الوطن واهتمامها الواضح والجلي بالإسلام والمسلمين، ليس عنوانها التواضع الشديد فقط، وليس أيضاً الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في مسار خدمة ضيوف الرحمن، وليس كذلك مجرد إعلان أبواب المحبة والتقدير لضيوف الرحمن، ولكن فوق هذا كله، هذا الاندماج الكامل بين قيادة هذا الوطن وبين عباد الله تعالى ضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين وتعزيز الثقة فيما يجمع أبناء هذا الوطن، ألا وهو مصلحة الدين الحنيف ومصلحة الإسلام والمسلمين.
من هذه النقطة، نستشعر قيمة المضمون السامي ، الذي يتجاوز مجرد الكلمات ليترسخ أعمالاً عملية نراها ونسمعها ونتلمسها، الأمر الذي أستطيع تأكيد تفردنا بواحدة من أهم مفرداته، والتي أعتقد أنها ردٌّ شافٍ على كل من ينتقص أو ينكر تلك الجهود في هذا المجال لمن في نفسه غرض في محاولة فاشلة لإثارة الغبار أو النيل من هذه العلاقة المميزة.
ولعل مجمل التحولات الأخيرة التي نرقبها وننتظر ثمارها الطيبة، تضع مثل هذا التعامل القيادي في هذا الإطار الذي يتحسس نبض ضيوف الرحمن واحتياجاتهم عملياً ويحاول التوافق حول أحلام مشتركة لنا جميعاً، بالتزامن مع التشريف الأكبر وهو خدمة الحرمين الشريفين والتفاني في أن يكون التكليف على قدر التشريف، وبالتالي نجد أنفسنا أمام الجملة الأهم «ونحن كلنا خدم للحرمين «لتكون ترجمة حقيقية لمعنى العناية المستمرة بضيوف الرحمن، وذلك يقيناً بأن هذا الشرف العظيم يتطلب منا العمل بكل ما أوتينا من قوة لتوفير مزيد من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن عبر تسهيل كافة مراحل رحلتهم من عقد العزم والنية في بلدانهم وحتى عودتهم سالمين، من خلال تجهيز أحدث المنافذ والمرافق والتقنيات، وتقديم كافة الخدمات بالجودة التي تليق بضيوف الرحمن على جميع الأصعدة في شتى المجالات، وإثراء تجربة ضيوف الرحمن من خلال تهيئة المواقع الأثرية والثقافية التي تزخر بها بلادنا ليعيش ضيف الرحمن تجربة روحانية ودينية وثقافية عامرة بالإيمان مستمدة من أصالة هذه البلاد وتاريخها العريق.
** **
مدير العلاقات العامة والإعلام - بتعليم وادي الدواسر