محمد المنيف
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وارث الحكم والحكمة، رائد الشعر والفن التشكيلي، صاحب مواقف لا تنقطع في خدمة أبناء الوطن تجده في كل موقع أو منصب يزهر عطاءً.. واضعاً شباب الوطن نصب عينيه في مختلف المجالات وصاحب مبادرات رائدة يشجع كل قدوة ومبتكر ومبدع. حظي الفن التشكيلي من سموه باهتمام كما هو الاهتمام بكل تفاصيل إبداعات الشباب فكان من تلك الاهتمامات ما أهداه للفنانين التشكيليين في عسير ولكل فناني الوطن المتمثل في قرية المفتاحة التشكيلية في أبها عام 1408هـ التي كانت وما زالت معلما ثقافيا على مستوى الوطن يتسابق عليها التشكيليون من مختلف مناطق المملكة من خلال برنامج صيفي، كما استضافت الكثير من الفنانين العرب، كما أن لسموه الكريم دوراً كبيراً في إثراء الثقافة بمعارضه التي أكد فيها دور الفن في التعبير عن القضايا الإنسانية منها، وكذا عن الجوانب الجمالية التي استلهمها من أرض الوطن بيئة ومجتمع وتوثيق بمواقف ملوك المملكة، وفي مقدمتهم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وكذا والده الملك الشهيد فيصل -يرحمه الله- وصولاً إلى كل من حكم الوطن، معبراً عن مآثرهم وما أبدعه عن جمال الخيل والفروسية، وكذلك ربطه القصيدة باللوحة في عدد من دواوينه، وجعل ريعها خدمة لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، إضافة إلى ما قدمه لجامعة الفيصل الذي أقام لها معرضاً تنافس المتنافسون على اقتناء اللوحات بأسعار تليق باللوحات ويصاحبها مع إقامة معارض لأعماله خارج الوطن، أبرزها المعرض المشترك مع الأمير تشارلز أمير ويلز، كما لا يخفى على كل من يتابع حرص سموه على مشاريع التجميل والتحسين التي تحتضن نماذج الجمال والفنون البصرية في منطقة مكة، بدءًا بما أقيم من مسابقة لتجميل مكة بالفنون الإسلامية لخصوصيتها الدينية، تألق فيها التشكيليون، وما شمل كورنيش جدة من إعادة صيانة العمال الفنية، ولا أنسى موقفه ومبادراته لإنقاذ جمعية التشكيليين بعد أن طلبت إدارة معهد العاصمة من رئيس مجلس إدارة الجمعية (كاتب المقال) عام 1438هـ إخلاء مقرها في صالة الأمير فيصل بن فهد التابعة للمعهد، فما كان من سموه إلا أن منح الجمعية مقراً مؤقتاً على شارع التخصصي هو الأجمل، عرف المجتمع بالجمعية ولكل من مر بها ما زالت الجمعية تقدم فيه برامجها.
وهناك الكثير والكثير من مواقف سموه التي لا تتسع المساحة لذكرها، فسموه يذكر ويشكر في كل ما قدم ويقدم للشباب عامة وللتشكيليين.