عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) وحتى كتابة هذا المقال ما زال نادي النصر بدون رئيس أو مرشح معلن، رغم أن فتح فترات الترشيح لثلاث مرات فيه مخالفة صريحة، ولكن قد يكون للضرورة أحكام، وعزوف الرموز النصراوية من أعضاء شرف أو رجال أعمال أو محبين عن الترشيح تعتبر سابقة وغير معتادة، وهذا أكبر اتحاد وتعبير عن عدم قبولهم ما يرونه من هضم حقوق وعدم مساواة رغم أنه البطل الحقيقي للموسم، ولا يجب أن يقارَن بغيره، وهو من استطاع أن يقاوم ويواجه جميع الصعوبات والعواصف التي حاولت إيقاف انطلاقته وجموحه، ولكنه استطاع رغم صعوبتها أن يشق طريقه ويحقق تطلعاته ويسجل في سجلاته أغلى بطولة لدوري سعودي وكأول فريق يحقق بطوله تحمل اسم رجل الدولة الكبير، فإدارة النصر المنتهية مدتها والتي كانت مكلفة وكان الكل يأمل استمرارها استطاعت أن تستقطب أفضل وأغلى اللاعبين في قارة آسيا دون أي مشاكل مالية، وذلك لمقدرة رئيس الإدارة في تأمين المتطلبات ناهيك عن أن النصر هو النادي الذي ترعاه شركة عالمية وكبيرة (طيران الاتحاد الإماراتي)، والتي تعتبر شركة عظيمة ورائدة ومتمكنة، ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك اختلاف في معايير الدعم وتأمين السيولة بين الأندية الكبيرة، فكيف لا يكون البطل والأفضل والأميز هو الأول في الدعم .
النصر يا سادة واجهته عواقب وصعوبات لا يمكن أن يواجهها أي فريق آخر، رغم أن هناك من يحاول أن يصدر فشله وعدم تحقيق بطولة إلى خارج أسوار ناديه، فالنصر الذي أُجبر على اللعب في ملاعب أشبه بالترابية ونقل مباراته خارج أرضه وظلم تقنية الفار ومصادرة حقوقه قبل تدارك الأمر وإنهاء خدمات الخواجة طيب الذكر كلاتينبرغ، ناهيك عن تسريب الخطابات والمكاتبات التي تصل للجهات المعنية، وقد يكون آخر التحطيم إلغاء فكرة استضافة بطولة كأس العالم للأندية عندما توج العالمي بكأس دوري الرجل الغالي، ولكن هذا لا يعني شيئاً، فالنصر أول عالمي لأكبر قارات العالم ومع هذا وما يحدث يظل النصر النادي الكبير وأحد ركائز رياضة الوطن، وقد كان انسحاب رجالاته فيه وحدة وتلاحم غير مسبوق إلا تعبير بطريقة ديمقراطية لما حدث ولا زال العالمي الكبير.
نقاط للتأمل
- حقيقة أستغرب جدا عندما يأتي السؤال والاستفسار من كتاب ونقاد رياضيين وليس مشجعا أو عاشقا من المدرج حول رفاهية نادي النصر وفريقه الأول في الموسم الماضي وتنقلهم بطائرات خاصة .. نادي النصر لديه راع كبير رسمي متكفل بجميع تنقلات الفريق وأعضائه، كذلك لدى النصر رجال يقولون ويفعلون، فأين إذن الغريب والمستغرب بالأمر؟
- وجود رجال كبار في نادي النصر ورعاة كبار وتميز في وقوف الداعمين لا يعفي أن تقوم الهيئة المسئولة عن الأندية بتقديم الدعم للنادي أسوةً بغيره، رغم أن البطل واجهة مشرفة لرياضة الوطن عالمياً وقارياً وعربياً وإذا كان خطوة الدعم لرجال سابقين فيجب أن يكون عدل المساواة مستمرا، فالكيانات والجهات لا تقف على أشخاص بل تقف على جبل وقيادة حكيمة لا ترضى بالتفرقة وعدم المساواة في أي مسألة رياضية أو غيرها.
- أحترم جميع الآراء وجميع من يقيم ويبدي رأيه حول فشل نادي في تحقيق بطولة أو تميز، ولكن غير المقبول أو ينال الاحترام هو محاولة مصادرة تميز الآخرين وترسيخ مفاهيم أن البطولة ليست من الملعب، فأي بطولة من البطولات التي كانت لم تتحقق كانت من خارج الميدان، فمن خسر كل شيء يجب أن يبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الفشل وليس التبرير الوهمي والضحك على الجمهور المسكين.
- يجب على رؤساء الأندية عدم المجازفة وإطلاق الوعود بتحقيق النتائج والبطولات ويأخذوا العبرة من غيرهم ويتذكروا الرئيسين الذين أطلقوا عبارة (جايين نكسر الدنيا) وآخرتها صفر نتائج وخروج من المولد بلا حمص واتهامات وأشياء ما لها أول ولا آخر، فالذكي من اعتبر من غيره.
خاتمة
يا وطناً دام عزك شامخ والدين سيرة .. مارضينا غير أرضك نسكن ونعشق ثراها.. أنتمي لك والفخر لي شخص وأرضه جزيرة.. من يلوم اللي يحبك.. أم وتغلي ضناها.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.