د. محمد عبدالله العوين
بدأت أمس الجمعة وتختتم اليوم السبت في مدينة أوساكا اليابانية أعمال مؤتمر قمة مجموعة العشرين للدول الأقوى اقتصادًا وتأثيرًا لمناقشة أفضل الحلول للأزمات الاقتصادية وإزالة العقبات أمام التبادل التجاري والمنافسة الحادة على الاستحواذ على الأسواق العالمية.
وهذه هي الدورة الرابعة عشرة للمجموعة بعد عقد أول قمة لهم في برلين 1999م.
ويحضر على هامش القمة رؤساء منظمات دولية وإقليمية واقتصادية وصحية مختلفة كمدعوين، ولكن ليس لهم مشاركات في أعمال المؤتمر.
وتعد المملكة الدولة العربية الوحيدة من دول العالم العربي التي تحظى بهذا التقييم العالي لاقتصادها القوي والمزدهر على مستوى العالم.
ومن أبرز القضايا الملحة والمقلقة التي تستحوذ على اهتمام أعمال القمة وتنال الأولوية في النقاشات واللقاءات الجانبية بين رؤساء الدول العشرين المشاركة الحرب الاقتصادية على مستوى السلع التكنولوجية والإلكترونية بين أمريكا والصين والضرائب العالية التي وضعها الرئيس ترامب على السلع الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة، وبدأت أكثر وضوحًا على الانزعاج الكبير من شركة (هواوي) الصينية من الإجراءات الأمريكية.
ومن المنتظر أن يتوصل الرئيسان الأمريكي والصيني إلى اتفاق يهدئ من الإجراءات العقابية المتبادلة.
وعلى الرغم من طغيان القضايا الاقتصادية على الاجتماعات إلا أن الأوضاع السياسية الساخنة ألقت بظلالها على اللقاءات الجانبية لبحث حالة التوتر في منطقة الخليج بسبب الإرهاب الإيراني والاعتداءات على ناقلات النفط؛ مما سيؤثر على أمن الاقتصاد العالمي.
ويمثل الحضور السعودي برئاسة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ثقلا واضحا في المشاورات واللقاءات التي تمت وستتم هذا اليوم السبت مع رؤساء دول كبرى على هامش أعمال القمة؛ كاللقاء مع الرئيسين ترامب وبوتين، كلا على حدة، ومع رؤساء آخرين، إلى جانب أن المملكة ستستضيف قمة العشرين القادمة في الرياض 2020 وهو ما يشكل أهمية كبرى ودورًا مؤثرًا لبلادنا على المستويين الاقتصادي والسياسي؛ باعتبار أن الرياض هي العاصمة الأولى في العالمين العربي والإسلامي التي تحظى باستضافة قمة العشرين.
وبين أوساكا 2019 والرياض 2020 حيث سيتم اجتماع رؤساء الدول العشرين تسير خطوات التنمية والبناء والنهضة والانفتاح متسارعة جدًا، بحيث ستكون البنية التحتية أكثر تهيئة وجاهزية بالصورة التي تتطلع لها القيادة الرشيدة، فستنتهي -بإذن الله- شبكة القطارات والمترو بخطوطها الستة الطويلة التي تتشابك بها مدينة الرياض، ومعها خطوط ومحطات النقل، وسيكون مركز الملك عبدالله المالي مهيأ لاستضافة أعمال القمة، بحيث يتم نقل الرؤساء والوفود المشاركة من مطار الملك خالد الدولي إلى مركز الملك عبدالله المالي عبر خط المترو الواصل مباشرة.
وعلى الرغم من الأوضاع غير المريحة في منطقة الشرق الأوسط بعامة، وعلى الأخص ما تثيره إيران وقطر وتركيا من فوضى، وما يشكله وجود عصابة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن من مخاطر أمنية؛ إلا أن خطة التحول وبرامج رؤية 2030 الطموحة تسير كما رسمت لها قيادتنا وفقها الله.