د.عبدالعزيز العمر
في البداية أود أن أشير إلى أن فنلندا تحتضن نظاماً تعليمياً متميزاً، بل هو النظام التعليمي الأفضل عالمياً. هناك في المدارس الفنلندية يجد كل الطلاب أفضل فرص التعليم، بغض النظر عن درجة إعاقتهم أو درجة ذكائهم، ويخيل إلي أن معالي الأخ وزير التعليم قد تلقى تعليمه في فنلندا، لكونه حاول تطبيق فكرة إلحاق بعض الطلاب المعاقين الذين يتعلمون حالياً في مراكز تأهيل الى مدارس حكومية عادية. ربما معاليه لا يعلم أن مدارسنا هي اليوم ربما تكون شبه عاجزة عن تقديم التعليم النوعي للطلاب العاديين، فكيف تستطيع تقديم تعليم نوعي متخصص للطلاب المعاقين. فكرة دمج بعض فئات المعاقين مع الطلاب العاديين فكرة رائدة إلا أن مدارسنا لم تنجح بعد في تطبيقها. أتمنى على معالي الوزير وفقه الله ان يتصور نفسه مكان ولي أمر طالب كان يتعلم في مركز تأهيل متخصص، ثم فجأة تطلب وزارة التعليم منه نقل ابنه من مركز التأهيل إلى مدرسة حكومية. أجزم أن معاليه سوف يشعر حينها بالحرقة والألم النفسي وهو يرى ابنه يحرم من التعليم المتخصص الذي يستحقه ويناسبه. وأخيرا، أرجو ألا يكون الترشيد هو الدافع لمثل هذا التوجه، هنا أنا أجزم أن حرمان الطلاب المعاقين من الحصول على تعليم متخصص في مراكز متخصصة بغرض الترشيد لن يكون في أولوية أي اقتصادي لديه حد أدني من الحس التعليمي الإنساني التربوي. وأخيرا أود أن أؤكد أنني لست صاحب مركز تأهيل ولا تربطني أي علاقة شخصية بصاحب مركز تأهيل.