المجموعة القصصية «تجريف» تأليف الكاتب بندر خليل صدرت عن «جداول» وهي تتضمن قصصًا من الحياة الاجتماعية في منطقة عسير..
ويقول الكاتب: لا أحد في المدينة ولا أحد في القرية. ففي ظل انقراض المجتمع العسيري فاقدًا تباينه وخصائصه الفريدة من نوعها، ثمة انقراض مواز لمجتمع القرية أيضاً وهو التكتلات الاجتماعية التي في الأصل تعيش على الزراعة وتمتد بقعتها بشكل متصاعد نحو سفوح الجبال.
لقد انصرف الناس إلى البحث عن معنى لحياتهم وضوء في مستقبلهم خارج محيط تلك البيئة المحدودة الضيقة وذات الأفق الاقتصادي والتنموي شبه المسدود في مدينة أبها وقراها.
عزز ذلك تعزيزاً مرعباً ظهور وسائل الحياة الجديدة التي تعمل على حساب إزاحة تقاليد أو أساليب الحياة القديمة التي اعتدناها في نشأتنا.
ومن واقع الإيمان بأن الطبيعة بدورها لا بد أن تتفاعل مع هذا كله، فما حدث ويحدث للطبيعة والغطاء النباتي في عسير الآن، يمكن تفسيره في سياق ما حدث من تحولات اجتماعية ماثلة في شخصية المكان وظواهرها الاجتماعية. فكان تجريف التربة بسبب الزحف العمراني والتعامل الجائر مع الطبيعة فضلاً عن التطورات المناخية الحديثة، وغيرها من الأسباب، كان تجريفاً بيئياً وإنسانياً على حد سواء.