فهد بن جليد
لم تخرج قناة الجزيرة القطرية من تغطية أحداث «قمة العشرين» في أوساكا سوى بتغطية لقاء «ترمب وأردوغان» وكأنَّها قناة خاصة بتتبع أنشطة الرئيس التركي، وتعليقات رئيس وزراء اليابان حول زيارته لطهران، مُتجاهلة أحداث ووقائع أكبر وأهم القمم الاقتصادية في العالم، شبكة الجزيرة وقعت في شر أعمالها وكشفت عن وجهها المُنحاز المُضلِّل، بغيابها عن تغطية تفاصيل قمة «G20»، الذي يُعد فشلاً ذريعاً في عُرف الصحافة والإعلام، يُثبت أنَّها قناة مؤدلجة ذات أهواء وميول سياسي واستخباراتي، وأنَّها تعمل وفق «أجنده مشبوهة» تقوم باختيار أحداث وأخبار مُعيَّنة لتغطيتها وفق مصالح مموليها وأجهزة الاستخبارات التابعة لهم، فالمُتتبع لنشرات قناة الجزيرة ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي يتساءل كيف يغيب حدث عالمي بهذا الحجم عن شاشة ومنصات الشبكة؟ التي تدعي أنَّها تقول الخبر بتجرد وتنقل الرأي والرأي الآخر، والسؤال لو لم تكن السعودية وولي عهدها في صدارة المشهد كونه يمثل الدولة التي تستضيف أعمال القمة المقبلة في الرياض فكيف ستكون المساحة المُخصَّصة للتغطية؟
الجزيرة وتوابعها كانت ترقص وتغني وتطبل قبيل القمة بتقرير «كالامار» وتروِّج الأكاذيب حول موقف القادة من الأمير محمد بن سلمان في القمة، وتعلَّقت بتصريحات «تليرسون» وزير الخارجية السابق لأمريكا مُعتقدة بأنَّه سيكون «حصان طروادة» الذي ستخرجه للمُشاهدين خلال القمة، ولكنَّهم صُعقوا من الحضور المُبهر والاحتفاء الكبير والمكانة اللائقة والمستحقة لولي عهد السعودية، ولقاءاته واجتماعاته مع كبار قادة دول العالم الذين حرصوا للجلوس معه وتعزيز علاقتهم الشخصية به وببلاده، السعودية التي ستبقى «شوكة وغصَّة» في حلق أعداء الأمة.
قبل انعقاد القمة صدقت الجزيرة كذبتها بأنَّ مُشاركة السعودية محفوفة بالمخاطر والعزلة وأنَّ هناك دعوات عديدة لمُقاطعتها، ولكن الواقع كشف أنَّ تلك أخبار كاذبة ومزيَّفة ومدفوع لها، وهو ما يفضح «قناة الجزيرة» التي هربت لتترك مُشاهديها يُتابعون التفاصيل عبر مُختلف وسائل الإعلام العالمية التي أظهرت الأمير العربي الشاب محمد بن سلمان يقف «بردائه الأبيض» في مقدمة أقوى زعماء العالم «كعريس» اتجهت صوبه كل الأنظار، وخطب ودَّه كل الحضور، ليرحب بالعالم القوي في الرياض «عاصة القوة» العام المُقبل، ويترك للمُنهزمين والمُتآمرين الرقص على ما بقي لهم من فتات لينسجوا حوله الأكاذيب ويبحثوا عن خيبات جديدة، أفقدتهم المصداقية والنزاهة والحرية، فقد عرف الجميع أنَّهم استبدلوا غرفة الأخبار «بغرفة الأكاذيب».
وعلى دروب الخير نلتقي.