خالد بن حمد المالك
تمثيل مشرف، وحضور بهي، بين قادة دول العالم للأمير محمد بن سلمان، إذ منذ افتتاح قمة مجموعة G20 وحتى اختتام الاجتماعات، وولي العهد هو الأبرز بين أقطاب زعماء العالم، صدارة في الصور، ومكانه في المقدمة بالاجتماعات، وكلمات مهمة له في الاجتماعات الثنائية والجماعية، واهتمام إعلامي عالمي بما يصدر عنه من تصريحات.
* *
اجتماعات أوساكا مهمة، ومشاركة سموه بها مهمة، ووزن المملكة السياسي والاقتصادي يضعها في الموقع المناسب بين كبريات دول العالم.. وكلُّ هذا يحدث دون أن يكون لأبواق قطر وتركيا وإيران الإعلامية أيّ أثر في جعلنا نرى غير ما رآه العالم في محمد بن سلمان من حضور باهٍ ضمن أهم قادة دول العالم، مؤثر بمشاركته في هذا المنتدى العالمي المهم.
* *
وقبل اختتام قادة دول مجموعة العشرين جلستهم الختامية، ومن داخل أروقة قاعة الاجتماعات، كانت الكلمة التاريخية لولي العهد التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. وفيها أعلن عن أن المملكة سوف تتولى رئاسة مجموعة العشرين المقبلة، حيث تعقد اجتماعاتها في الرياض.. مؤكداً عزم المملكة على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة، وعلى التعاون مع أعضاء «الترويكا» دولتي: اليابان وإيطاليا؛ لمناقشة القضايا الملحة في القرن الواحد والعشرين، ضمن تعزيز الابتكار، والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان.
* *
الأمير استبق عقد القمة المقبلة في المملكة، مخاطباً قادة مجموعة العشرين بالقول: علينا أن نسعى جاهدين للوصول إلى الشمولية والعدالة؛ لتحقيق أكبر قدر من الرخاء.. مشيراً سموه إلى أهمية تمكين المرأة والشباب، ليكونا محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام. وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.. والاهتمام بموضوع التغير المناخي واستدامة المياه، وتمويل الدول منخفضة الدخل؛ وغير ذلك من الموضوعات المهمة التي تناولها سموه، وتضيق مساحة هذه الزاوية عن استيعابها.
* *
في الاجتماعات الثنائية مع زعماء دول العالم، كان الأمير محمد بن سلمان محط تقدير هؤلاء القادة.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتحفظ في موقفه من وليّ العهد، فقد قال عنه في كلمته: شرف لي أن أجتمع مع وليّ العهد، الرجل الذي فعل الكثير لبلاده.. لقد رأيت ما يحدث من إيجابيات، ليرد عليه سموه بالقول: نبذل قصارى جهدنا لتطوير بلادنا؛ وهي رحلة طويلة.. وكان الأمير الشاب قد اجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ضمن من التقاهم من الزعماء الذين يشاركون في اجتماعات أوساكا.
* *
وكانت هناك اجتماعات مكثفة لوليّ العهد مع عدد من الزعماء، بينهم جلالة ملكة هولندا ماكسيما، ومع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس وزراء سنغفورا لي هين لونغ، ورئيس وزراء اليابان سينزو آبي، وغيرهم.. حيث كانت المباحثات الجانبية على هامش المؤتمر ضمن اهتمامات الزعماء لبحث التعاون المشترك مع المملكة؛ مستفيدين من تواجدهم وسمو الأمير في مدينة أوساكا اليابانية.
* *
اجتماعات قمة مجموعة العشرين، انتهت بمجموعة من القرارات والتوصيات.. استكمل القادة بها ما كان قد تم بحثه في قمم سابقة؛ وتُركَ بعضها إلى قمة الرياض، للوصول إلى توافق بين الزعماء في ضوء المستجدات والتطورات الاقتصادية والتقنية التي يمر بها العالم.. تفاصيل ما صدر عن المجموعة في ختام اجتماعاتهم تجدونه مفصلاً في صفحات هذا العدد من صحيفة «الجزيرة».
* *
المقال المقبل سيكون عن الزيارة الرسمية المرتقبة لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان التي سيقوم بها لليابان.