صيغة الشمري
لدي وجهة نظر خاصة حول بعض المسؤولين أو الوزراء الذين يتحركون في جولاتهم الميدانية مصحوبين بفريق من الإعلاميين والصحفيين من أجل التغطية الإعلامية لجولاتهم التفتيشية، حيث إن الوزراء الذين يقومون بذلك لديهم شجاعة كبيرة في أن تكون سلبياتهم وسلبيات وزاراتهم أمام نظر الإعلاميين وتحت مرمى فلاشات الكاميرات بغض النظر عن اختلاف منصاتها، لأن الظهور -من وجهة نظري الخاصة- مؤشر إيجابي يجعلني أشعر بالطمأنينة بأن هذا الوزير هو الأقرب من غيره لتحقيق النجاح، كون محبة الظهور فطرة في النفس البشرية، بل قد تكون هي عامل التحفيز والدعم لكل عاشق للنجاح، وغالبية الذين خلدتهم البشرية كان دافعهم الأول هو أن يخلدهم التاريخ وتظل أسماؤهم حية بعد مماتهم.. في الغرب لا ينظرون للموضوع على أنه مثلبة أو ينقص من محبتهم له كونهم يعرفون بأن الإعلام هو الذي يقود كل شي وهذه المهمة من صلب مهامه في جعل المسؤولين وأصحاب القرار تحت دائرة الضوء والأهمية، وليس هناك صاحب قرار على وجه الكرة الأرضية تحت دائرة الضوء الإعلامي مثل ما هو الرئيس الأمريكي ترمب، بل إنه لم يكن يحلم بالفوز برئاسة أقوى بلد في العالم لولا استغلاله لوسائل الإعلام في حملته الانتخابية ولم يتهمه أحد لا من قريب ولا من بعيد بحب الظهور الإعلامي، لأن هذه الصفة حق مشروع وكذلك هي لا تمثل أيّ إضافة بل على العكس، كلما ظهرت إعلامياً وجدت نفسك تحت الضوء ومثلما إيجابياتك يسلط عليها الضوء ستجد بأن أخطاءك ستظهر مكبرة عشرات المرات مما تبدو على الحقيقة.. كنت أذكر سابقاً بأن هناك أصواتاً قلة تحاول التقليل من نجاحات وإنجازات الدكتور غازي القصيبي كوزير ومسؤول بأنه يحب الظهور الإعلامي نظراً لعلاقته الوطيدة مع قادة الإعلام السعودي في ذلك الوقت والنخب الإعلامية والثقافية، ولكن هذا الظهور الإعلامي جعل الدكتور القصيبي -رحمه الله- أمام تحدٍّ شخصي خاص، في إثبات أحقيته بهذا الظهور الإعلامي من خلال تقديم الإنجاز تلو الإنجاز، حتى رحل -رحمه الله- وبقيت إنجازاته وذكره الطيب حيّاً بيننا.. الذي لا يتقن الظهور الإعلامي لا يستطيع تحمل تحدي تبعاته، وليس لديه روح التحدي وخوض غمار الرهانات الصعبة.