«الجزيرة» – شالح الظفيري:
أكد اقتصاديون ورجال أعمال لـ«الجزيرة» أهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إلى جمهورية كوريا الجنوبية تلتها زيارته إلى اليابان ليترأس وفد المملكة في اجتماعات قادة دول مجموعة العشرين. وأشاروا إلى أن نجاح الزيارتين وما حوته من أجندات عمل وتوقيع اتفاقيات ثنائية ذات طابع اقتصادي، سينعكس إيجابًا على مسيرة التنمية في بلادنا ويسهم في دعم مسيرة الإنجازات وتوسيع قاعدة الاستثمار، خاصة الاستثمار الصناعي ويزيد من وتيرة تصاعد الفرص وفق أطر التكامل المشترك وكذلك زيادة حجم التبادل التجاري.
وتحدث الدكتور خالد الجريسي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حول أهمية زيارة سمو ولي العهد إلى كوريا الجنوبية واليابان باعتبارهما قلعتين عالميتين للصناعة وإن اختلفت أجندة زيارة كل بلد منهما، مستدركا بأن الأمير محمد بن سلمان أدرك بنظرته الثاقبة أهمية التوجه نحو دول الشرق الآسيوي، باعتباره مكمنًا وسوقًا صناعيًّا هائلا يموج بالفرص الواعدة المستندة إلى تجارب نوعية لتلك الدول.
وقال الدكتور الجرسي: إن العلاقات بين المملكة وكوريا الجنوبية أخذت بعدا آخر في سياقها التاريخي، لتنتقل من العلاقة التقليدية إلى الأخرى الأكثر انفتاحًا وتكاملا بين البلدين، مستشهدا على ذلك بمسيرة المنتدى الاقتصادي والتجاري الأول بين البلدين الذي انطلق عام 2014، إذ أسهم في تعزيز التعاون في كافة المجالات الحيوية. وأردف الدكتور الجريسي: العلاقات بين المملكة وجمهورية كوريا شهدت نموا بارزا خلال الخمسين عاما الماضية، كما تطورت من خلال المشاريع العملاقة التي نفذتها الشركات الكورية في المملكة منذ السبعينات من القرن الماضي. فقد نما التبادل التجاري بين البلدين في عام 2018 بنسبة 21 في المائة ليبلغ 30 مليار دولار، وشكلت صادرات المملكة غير النفطية لكوريا نسبة 56 في المائة خلال العام الماضي أيضا. كما تعتبر جمهورية كوريا أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة، وتأتي ضمن المراتب العشر الأول استيرادًا وتصديرًا من المملكة وإليها، إضافة إلى وجود 120 مشروعًا سعوديًّا كوريًّا مشتركًا بقيمة ما يقرب من المليار دولار أميركي، منها 20 في المائة مشاريع صناعية والباقي غير صناعية في المملكة. وفي إطار تعليقه على زيارة سمو ولي العهد إلى أوساكا اليابانية وترؤسه وفد المملكة إلى أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين قال الجريسي: رأينا سمو ولي العهد يسارع الخطى وسط هذا العدد من زعامات وقادات الدول العظمى عالميا، يحمل مسؤولية الانتقال ببلاده إلى موقعها الريادي الذي تستحقه، عبر مد جسور التواصل مع تلك الدول والاستفادة من خبراتها وتوسيع قنوات وأدوات الاستثمار المتبادل، وصولا إلى مستقبل أكثر ازدهارًا ونماء.
بدوره قال رجل الأعمال محمد بن فيصل آل صقر: إن زيارة ولي العهد إلى كوريا جاءت متممة ومتوجة لعلاقات راسخة بين البلدين قوامها المنفعة المتبادلة والتكامل الاقتصادي والصناعي، حيث يجمع البلدين رؤية مشتركة هي رؤية المملكة وكوريا 2030. ولفت صقر إلى أن توقيع شركة أرامكو السعودية 12 اتفاقية مع عدد من كبرى الشركات الكورية الجنوبية يعزز علاقة الشركة مع السوق الكورية، ويدعم موقعها كضامن رئيس واستراتيجي لإمدادات الطاقة على مدى عقود مضت وما زالت.
واستدل آل صقر بجملة من الاتفاقيات التي وقعتها أرامكو السعودية ومنها التوقيع مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة لإطلاق مشروع مشترك لتأسيس مرفق عالمي لتصنيع المحركات وخدمات ما بعد البيع المتعلقة بها في المملكة، حيث ستمتلك أرامكو السعودية، بموجب هذه الشراكة نسبة 55 % من المشروع المشترك في حين ستمتلك شركة هيونداي للصناعات الثقيلة نسبة 30 % والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية «دسر» 15 %. إلى جانب اتفاقية لزيادة حصة الملكية الأولية لشركة هيونداي للصناعات الثقيلة في مجمع شركة الصناعات البحرية العالمية من 10% إلى 20 %. واتفاقيات أخرى تتعلق بمجالات الصناعات البحرية وبحث جدوى الدخول في قطاع أعمال بناء السفن. وكذلك الاتفاقيات الأخرى بين أرامكو السعودية ومجموعة هيونداي موتور، شركة كوريا ناشونال أويل كوربوريشن، هايوسونق لصناعة ألياف الكربون، شركة جي إس هولدنقز، وشركة دايليم إندستريال.
وأردف آل صقر: يحدونا الأمل بأن تسهم هذه الاتفاقيات بإذن الله في رفد عجلة التنمية الاقتصادية في بلادنا بما يدعم مجالات الصناعة وتحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 بعدم الاعتماد على النفط كمورد وحيد للدخل والتأسيس لمرحلة ما بعد النفط من خلال الاستثمار الصناعي وتوسيع حصته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. كما تناول آل صقر زيارة سمو ولي العهد إلى اليابان وترؤسه وفد المملكة إلى قمة مجموعة العشرين، مؤكدًا أن سمو الأمير محمد بن سلمان يقف اليوم قائدا عالميا بامتياز، يحظى بتقدير قادة العالم، فقد وضع بلاده على طريق التطور والنمو لتتبوأ مقعدها بين الدول العظمى في شتى المجالات.