فيصل المطرفي
تقود المؤسسة الرياضية منظومة كرة القدم السعودية نحو مرحلة مختلفة تتطلع أن تنهض بها على الصعيد الإداري، بعد تقييم تجربة الفترة الماضية التي حفلت بأخطاء أخلّت بها ووضعتها في موقع لا يدعو للتفاؤل والاحتفاء والإشادة، وذلك بعد نهاية موسم رياضي متخم بالإحباطات، ساد فيه اللغط والغمز واللمز وتعالت فيه الأصوات خارج الميدان وارتفعت نسبة التخبطات في اللجان، وكانت تلك الأحداث دلالات كافية لاختلال المنظومة الإدارية في كرة القدم السعودية بشكل عام مما انعكس سلبا على المسابقات السعودية، وانعدمت الثقة بين المجتمع الرياضي واتحاد الكرة، وعلى ذلك كانت بداية التصحيح بإنهاء مرحلة «التكليف» التي تسببت في وهن المنتج الرياضي على كافة الأصعدة وضعف معظم القيادات الإدارية وتراجع الأندية الجماهيرية، وتم اعتماد خوض جميع الأندية للسباق الانتخابي عبر لائحة تم إصدارها بطريقة مستحدثة أقنعت البعض بوجود الجمعيات العمومية، ولم تقنع البعض الآخر بعد تهميش دور أعضاء النادي وجماهيره كما يحدث في جُل الجمعيات العمومية على الأقل في الوطن العربي، وسارعت الأندية وعشاقها الفاعلون وفي وقت قياسي بترتيب الأوراق والتمعّن في بنود تلك اللوائح ومراجعتها لترشيح القيادات المناسبة لتقديم ملفات المرشحين وفقًا للبرنامج الزمني في سباق الانتخابات بعد تقديم كل الضمانات، وكان الحراك رغم الاختلاف الذي ظهر على السطح على بعض البنود صحيًا وفي الصالح العام، قياسًا بما حدث في الموسم الماضي، بعد أن رمت الهيئة الكرة في ملعب الأندية لاختيار مستقبلها الإداري، في حين كانت لجنة الانتخابات تجتهد للظهور بصورة احترافية، بينما ظهرت الأندية بصورة رائعة والتزمت بالمواعيد وكافة التفاصيل التي حددتها اللجنة مما أسفر عن مجالس إدارات منتخبة ووضوح في الرؤية لمعظم المراقبين والمهتمين، إلا في البيت النصراوي الذي كان فيه المشهد ضبابيا طوال أسابيع مضت، مما أحرج لجنة الانتخابات وأوقعها في أزمة أمام الرأي العام، بعد مخالفتها للوائح غير مرة أثر عزوف رجالات النادي وعشاقه عن التقدم لرئاسة النادي، مما أجبر اللجنة لمعاملة النصر بشكل «استثنائي»!
في الطرف الآخر يترقب الرياضيون الخطوات الأولى لمجلس اتحاد كرة القدم الجديد بعد تزكيته برئاسة الأستاذ «ياسر المسحل» لإحداث النقلة الحقيقية داخل أروقة الاتحاد، وتلافي الأخطاء الفادحة في المرحلة الماضية، والاستفادة من دروس الماضي وتحديداً كوارث الموسم الاستثنائي الذي مر على اتحاد الكرة ولجانه، وربما تكون تلك الأخطاء خارطة الطريق لتحقيق النجاح، وذلك بتفادي أبرز الأخطاء ومعالجة السلبيات التي كانت حديث الجميع في الموسم الماضي، والسعي لإيجاد شخصية قوية للاتحاد لاتتجاوزها الأندية التي تنضوي تحت لواء الاتحاد، ويقدم الاتحاد لجاناً تعمل باللوائح وبالأنظمة، وترفع شعار العدل وتشجع على الشفافية والوضوح في كافة القرارات، والابتعاد عن الملفات الشائكة وتباين المواقف الذي يتسبب في احتقان المدرجات وتأويل القرارات ويحول المنافسات إلى خارج الملعب.
نجاح الاتحاد السعودي في إدارة المسابقات وتوزيع مهام اللجان ومتابعة عملها بشكل مستمر، سيمكنهم من العمل بهدوء على بقية الملفات التي تخص المنتخبات والحكم السعودي والمدرب الوطني والفئات السنية بشكل أكثر احترافية لتحقيق الأهداف المرسومة.
أكاد أجزم بأن السواد الأعظم من الجماهير الرياضية سئمت ترديد الشعارات قبيل أي حملة انتخابية أو قبل أي موسم رياضي، وكل ما تتمناه وتترقبه عملاً حقيقياً ومختلفاً على أرض الواقع من الجميع.. الهيئة العامة للرياضة.. اتحاد كرة القدم وإدارات الأندية، لتحقيق النقلة الحقيقية على مستوى كرة القدم السعودية، وتنتظر بيئة رياضية أفضل تكون مشجعة للمنافسة والمتابعة، ووضوح في كافة تفاصيل المسابقات الرياضية، دون الحاجة لمنغصات تتسبب في إزاحة «كرة القدم» من صدارة هواياتهم واهتماماتهم!