إن الحديث عن حادثة الحرم المكي الشريف وتصوير أحداثها في برنامج العاصوف الرمضاني في إحدى حلقاته، ومن ثم بدء الحديث عن هذه الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي وكتبت عنها مقالات في بعض الصحف حيث إنها حادثة قبل أربعين عامًا (أول يوم من محرم 1400) وهي فتنة قادها مجموعة من الشباب في ذلك الوقت على يد شخص يدعى جهيمان، ليكون الحدث داخل المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرفة، وهي حادثة هزت الأمة الإسلامية عامة والمجتمع السعودي خاصة.
خمسة عشر يومًا مرت وراح ضحيتها كثير من الأبرياء داخل الحرم وكثير من رجال الأمن، ولكن حكمة وسياسة ولاة أمورنا في ذلك الوقت وبتوفيق من الله انتهت هذه الفتنة بالقضاء على تلك الفئة الضالة. حيث سعد الشعب السعودي بتحرير الحرم المكي الشريف وسعد بذلك ولاة أمورنا وعلماؤنا وسعدت شعوب وحكومات العالم الإسلامي بإعادة الحرم المكي آمنًا مطمئنًا وعادت الحياة إلى طبيعتها بمكة المكرمة.
وسعد ولاة أمورنا وعلماؤنا بذلك، ونحن أبناء هذا الوطن وحكامنا وعلماؤنا حفظهم الله، نرد ونقول إن هذه الحادثة ليست من نسيج مجتمعنا ولا من منهجنا الإسلامي.. إنما هي فتنة وليست من تاريخنا حيث طويت صفحاتها، ونجد الكثير ممن لا يعرفون تلك الحادثة أو يعرفون عنها شيئًا، يسأل ويتساءل: لماذا طويت صفحاتها؟ البعض منهم يسأل: لماذا غيبت عن مناهجنا؟ وآخرون يقولون: لماذا نتحسس من تلك الحادثة (فتنة الحرم المكي)؟ ونقول لهم إن حادثة الحرم المكي ليست شرفًا لتاريخنا حتى نسطرها بتاريخنا.. إنما هي فتنة حدثت في أعظم بقعة على وجه الأرض وتم القضاء عليها بحنكة وحكمة وسياسة ولاة أمورنا وعزيمة رجال الأمن البواسل في ذلك الوقت.
ونجد ممن حوصر وعاش تلك الفترة من آلام الحصار العصيبة داخل الحرم وهو لا ذنب له إلا لكونه داخل الحرم المكي حيث نجدهم الآن يعيشون بيننا وأعمارهم بالستينات والسبعينات من العمر، وهم لا يريدون أن يتذكروا أو يتحدثوا عن تلك الأيام العصيبة التي مرت بهم من قادة الفتنة في ذلك الوقت.
إذن نقول وبكل فخر واعتزاز لولاة أمورنا وعلمائنا الذين شرفهم الله برعاية وخدمة الحرمين الشريفين: إن حادثة الحرم المكي هي صفحة سوداء لكل من عادى الحرمين الشريفين وأراد بهما شرًا بحيث إننا الآن نواجه حربًا إعلامية قذرة ضد هذا البلاد وحكامها وعلمائها وشعبها، ولسنا نحن بحاجة لإعادة تمثيل حدث يسيء لهذه البلاد وولاة أمورنا وعلمائنا وشعبنا، حيث إن الحرمين الشريفين خط أحمر عند كل مسلم غيور على دينه، ونحن ولله الحمد أنعم الله علينا بحماية ورعاية الحرمين الشريفين.. وبالله التوفيق.
** **
- ناصربن إبراهيم الهزاع