يوسف بن محمد العتيق
يقضى الطالب الجامعي عدة سنوات لا تقل عن أربع وربما تصل إلى سبع أو ثماني سنوات لنيل درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وهذا إجراء معروف ولا حديث عليه الآن.
إنما الحديث والسؤال عن هذا النتاج العلمي الذي يكتبه الطالب ويبقى حبيس الأدراج، ولا يرى النور ولا ينشر!
بعض الرسائل العلمية التي يعدها الطلاب في الجامعات تستحق النشر وتوصي الجامعة بنشرها بعد المناقشة لكنها تبقى حبيسة الأدراج، وربما تبقى سنوات قبل النشر وربما لا تنشر أبداً، وطالع أي دليل لرسائل الماجستير والدكتوراه وأبحث عن نسبة ما طبع منها لترى الجواب الدقيق.
وما ينشر من رسائل الماجستير والدكتوراه فهو في الغالب:
إما أن الباحث علاقاته جيدة، ويجد من ينشرها من دور النشر أو مراكز البحوث.. أو أن ينشر الباحث رسالته على حسابه الخاص، وهنا يدخل في دوامة لا علاقة له به، فالباحث بعيد عن عالم النشر والمتابعة مع المطابع واستخراج الفسح من وزارة الإعلام والرقمي الدولي من مكتبة الملك فهد، فهذا ليس عمل الباحث، وليس مطالباً به.
وقد تنشر الجامعة هذه الرسالة أو أحد المراكز البحثية، لكن كم نسبة ما تنشره الجامعة من عدد الرسائل التي يكبتها الطلبة؟!.. مؤكد أن الجواب قليل جداً. أعلم أن بعض الجامعات السعودية لديها خطة لنشر أكبر قدر مكن من الرسائل الجامعية، لكن تبقى نسبة ما نشر مما كتب قليلة.
لماذا الحديث هنا عن أهمية نشر الرسائل الجامعية؟.. الجواب باحتضار: لأن الرسائل الجامعية كتبت وفق ضوابط أكاديمية صارمة، وأشرف عليها متخصص وناقشها أكثر من شخص فهي تبقى أميز من غيرها في عالم الكتب والمؤلفات. ولا أعمم أن كل الرسائل الجامعية سالمة من الهوى وكلها كتبت بموضوعية وحياد، لكن الرسائل الجامعية قد تكون أكثر منهجية ودقة من كتابات الهواة.
هذه خواطر وأفكار ومقترحات في موضوع الرسائل الجامعية أقولها وأنا على ثقة كبيرة في مجالس النشر بالجامعات بأنهم يتمنون أن يأتي اليوم الذي لا توجد رسالة لم تطبع.