أ.د.عثمان بن صالح العامر
أن يحتفى بِنَا نحن السعوديون -ممثلين بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق له- في قمة العشرين من قبل الدولة المستضيفة (اليابان) هذا الاحتفاء الكبير - الذي شاهده العالم بأسره، وشهد له وأشاد به وتوقف عنده طويلاً المحللون المتخصصون بلغاتهم العالمية المتعددة وأيديولوجياتهم الاقتصادية المتنوعة وتوجهاتهم السياسية المختلفة - فهذا قد يكون متوقعاً بناء على ما تفرضه البروتوكولات والمراسم والأعراف الرسمية الدولية، وقل مثل ذلك عن الاهتمام الشديد الذي أبداه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فهو كذلك قد يكون متوقعاً لما تشهده المنطقة من أحداث ساخنة كلانا طرف فيها، ولكن أن تجد المملكة العربية السعودية هذا الترحاب العشريني الحار، والاهتمام العالمي الكبير من قبل الكل، وأن يكون لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان هذا الحضور الباهر، والتأثير الفاعل، فهذا دليل واضح على ما يتمتع به سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من كاريزما شخصية خاصة، تزدان بفكره النير، وعقله الراجح، وأطروحاته المتزنة، وتتميز بامتلاكه مهارة وفن المفاوضات السياسية، والمحاورات الثنائية، وقدرته على اتخاذ القرارات الاستباقية الصائبة، فهو متفرد بين الحضور في شخصيته كما هو تفرده بزيه السعودي، وتميزه بلغته العربية، وقل مثل ذلك عن ثقته بصحة موقفه السياسي والاقتصادي، ودماثة خلقه، ومعرفته العميقة بقواعد اللعبة الدولية في عالمنا المعاصر، أضف إلى ما سبق عن شخصية سمو ولي العهد ثقل بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية عالمياً وقوتها اقتصادياً وتأثيرها سياسياً وإستراتيجياً.
قد يدعي البعض من العملاء والأعداء والحساد أن جزءًا من هذا الاهتمام كان من باب المجاملات والتجاذبات السياسية ونسي أو تناسى أن المتواجدين هم في الذهنية العالمية العامة صفوة الصفوة في الأرض بلا استثناء وأقوالهم وتحركاتهم وتصرفاتهم -التي يعلمون أنها محسوبة عليهم والكل يرقبها- تحكمها عقولهم وتحركها مصالح بلادهم وليس للعاطفة لديهم أدنى اهتمام، خاصة في مثل هذه المناسبة الرسمية السنوية التي تحظى بالرصد والتحليل والنقد الدولي على يد جهابذة الإعلام وكبار المفكرين والساسة والاقتصاديين الغربيين منهم والشرقيين على حد سواء.
لقد ذهب المحللون والكتاب الراصدون لهذه الفاعلية العالمية من جميع بلدان العالم أولها وثالثها يحللون الكلمات ويقرؤون لغة الجسد، يصفون الصور والحركات، ويرقبون الابتسامات والخلسات وانتهت بهم جهودهم التفكيرية وخبراتهم التراكمية إلى أن الشخصية ذات التأثير الأقوى في عالمنا المعاصر من خلال ما جمعوه من معطيات في هذه المناسبة العالمية هي شخصية (محمد بن سلمان بن عبدالعزيز) الذي أطلق عليه الإعلام الكوري قبل هذه المناسبة العالمية بيومين -أبان زيارته الرسمية لهذا البلد مطلع الآسيوع الماضي- (سيد كل شيء). طبعا فيما هو في دائرة مقدور البشر واستطاعتهم، وبعد قدرة الله وإرادته، وهذا من أبجديات عقيدتنا التي ندين الله بها في هذه البلاد.
لم تنته الحكاية بعد فمما أثلج الصدر وسر الخاطر وبعث على عمق وقوة وتجذر محبة ولاة أمرنا وقادتنا في نفوس الشعب كل الشعب ما امتلأت به مواقع التواصل الاجتماعي من صور وعبارات، تغريدات وكتابات، تنم عن محبة ووفاء، وإخلاص واستبشار بغد أفضل للوطن والمواطن في بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادتنا الحكيمة الرحيمة، العازمة الحازمة، ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.