م. خالد إبراهيم الحجي
إن شبكات الجيل الخامس للاتصالات عبارة عن شبكات لا سلكية خلوية تعمل بموجات قصيرة ونطاق عريض، وتوفر خدمة الاتصال الهاتفي والإنترنت (واي فاي) بسرعة فائقة جداً، ويقتصر فيها زمن التأخير ويقل فتكون مدته (1) ميللي ثانية، وأقل عشرة أضعاف من زمن التأخير في شبكات الجيل الرابع المستخدمة حالياً التي تصل مدته إلى (10) ميللي ثانية؛ أي أن تكنولوجيا الجيل الخامس لها القدرة على تحقيق الاتصال الهاتفي والإنترنت في ظرف الوقت الحالي، ويتم بناؤها على أوج وقمة تكنولوجيا الجيل الرابع، وهي مكملة لها، وليست بديلاً مباشراً عنها.. وشبكات الجيل الخامس مصممة في الدرجة الأولى لتوفر إنترنت الآلات والمعدات والأشياء كي تتواصل وتتراسل مع بعضها بسرعة فائقة جداً في ظرف الوقت الحالي، مثل: الإنترنت بين السيارات مع السيارات الأخرى، وبين أجهزة الجراحة الطبية مع الخوادم الحاسوبية الرئيسية للمستشفيات، وبين مصانع الصهر وقواطع الطاقة لفصلها في حالات الطوارئ. ولأن موجات شبكات الجيل الخامس قصيرة وعريضة وسرعتها فائقة، فهي تتطلب أعدادًا هائلة من الهوائيات التي يتم تثبيتها على جوانب المباني على مسافات قريبة من بعضها البعض، تقل إلى (300) متر في بعض الأماكن. وفي المدن المتطورة سيصل عددها إلى ملايين الهوائيات، لتأمين اتصالات الإنترنت لملايين الأجهزة والآلات والمعدات والأشياء في ظرف الوقت الحالي. على غرار اتصالات الهواتف المحمولة والإنترنت بين الناس عبر أبراج الاتصالات التي نشاهدها منتشرة بكثرة على أسطح المباني لتغطي شبكات الجيلين الثالث والرابع، وأهميتها لا تقل عن أهمية هوائيات الجيل الخامس؛ لأن البنية التحتية للتخزين السحابي للمعلومات والبيانات اللازمة لتشغيل شبكات الجيل الخامس تستخدمها وتقوم عليهما؛ لذلك من المهم جداً أن نعمل على تأمين جميع الهوائيات وحماية جميع أبراج الاتصالات ضد جميع التهديدات المتنوعة، والاعتداءات المختلفة، وأشكال التخريب المحتملة، بما فيها البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس التي تمر المكالمات والبيانات من خلالها، وتحافظ على الأمن الوطني، وسلامة المدن، وتعمل للمستقبل؛ لضمان عدم سوء استخدام أو تعطيل أو ضرب الأجهزة والمعدات التي تدخل في صلب البنية التحتية لتشغيل شبكات الاتصالات اللاسلكية والإنترنت، وأصبحت تقوم على شبكات الجيل الخامس التي تعمل مثل النظام العصبي في جسم الإنسان لتأمين التراسل بين المعات والآلات والأشياء عبر الإنترنت في ظرف الوقت الحالي.. وتعد شركة هواوي الصينية أكبر منتج لمعدات وأجهزة الاتصالات والإنترنت في العالم. وبرزت وتفوقت على وجه الخصوص في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس؛ فاحتلت المركز الأول عالمياً، تليها أريكسون الألمانية ونوكيا الفنلندية، وهناك إقبال متزايد على منتجاتها المتطورة لشبكات الجيل الخامس من قبل شركات الاتصالات الأمريكية.. ولأسباب أمنية اتخذ الرئيس الأمريكي ترامب قراره بوضع شركة هواوي الصينية في القائمة السوداء، ومنع شركات الاتصالات الأمريكية من استيراد أجهزتها ومعداتها لشبكات الجيل الخامس الأمريكية؛ لأنه رأى أن جميع أجهزتها ومعداتها التي تدخل في البنية التحتية للشبكات بجميع مستوياتها خطر محدق، وربما تحتوي على وجود تكنولوجيا وبرمجيات رقمية مكافئة داخل الأجهزة والمعدات المستوردة لشبكات الجيل الخامس، قد تكشف سرية وسلامة المكالمات، وتخترق أمن المعلومات، وتهدد الأمن القومي الأمريكي. ولديه شكوك في أن لها ارتباط وثيق وقوي مع قيادة الحزب الشيوعي الصيني.. وقد شبهت وكالة الأنباء الدولية (بلومبورج نيوز) المتخصصة في التقارير المتعلقة بالأخبار المالية عبر تطبيقها المحمول (تك توك)، الخطر من وجود أجهزة رقمية أو برمجيات حاسوبية غير مرغوب فيها على شبكات الجيل الخامس بالخطر الذي سببه حصان طروادة، وهو بناء خشبي ضخم على هيئة حصان أمر بصنعه البطل اليوناني لغرض احتلال مدينة طروادة خلال الحرب، وقامت فكرته على إخفاء مجموعةٍ من المحاربين داخله، وقد اعتقد أهل طروادة بأنّ هذا الحصان هو هدية من الإله، فأدخلوه إلى وسط المدينة، ليخرج المحاربون منه ليلاً، ويفتحوا أبواب المدينة لبقية المحاربين، لتكون نهاية مدينة طروادة.
الخلاصة:
إن القرار الأمريكي بوضع شركة هواوي في القائمة السوداء، ومنع الشركات الأمريكية من استيراد منتجاتها، بداية الحرب التكنولوجية بين الدولتين.