فهد بن جليد
برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم، الذي دشَّنته هيئة الرياضة «خطوة مهمة تجاه تعزيز إرثنا الكروي ووضع الأسس التي تزيد من فرص نجاح المنتخبات السعودية» كما وصفها رئيس الهيئة، صحيح أنَّنا قد لا نرى أو نلمس أثرها سريعاً على أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية، ولكنَّها من التجارب الاحترافية التي يجب أن نمنحها الوقت الكافي لرفع مستوى وجاهزية اللاعب الوطني من الناحية الفنية والجسمانية، وتأثيرها -برأيي- أعمق وأكبر من جلب «لاعبين أجانب» للاحتراف في الدوري السعودي، لأنَّ تأثير هؤلاء سيبقى مهما كانت مستوياتهم عالية -محدود بتواجدهم في ملاعبنا- أمَّا الاستثمار في «أبناء الوطن وشبابه» من مواهب كرة القدم التي يمكن أن تستفيد من الابتعاث، فسيعود ريعه بالفائدة على رياضتنا ومنتخباتنا الوطنية في كل مراحل ومسيرة اللاعب، حتى لو احترف خارج الوطن.
التجربة السعودية لابتعاث «مواهب كرة القدم» ستبقى الأحدث على مستوى العالم من بين التجارب الدولية المُماثلة، ما سيمنحنا ميزة الاستفادة من تجارب الآخرين وأساليبهم وتقييمها لإعطاء البرنامج السعودي الحرية والانضباطية والجاهزية اللازمة كونه «النموذج الأحدث» للاعب وللبرنامج، فتفاعل هيئة الرياضة وسمو رئيسها بشكل جاد مع الخطوة يدعو للتفاؤل بأنَّ قادم أيام كرة القدم السعودية سيفوق -بإذن الله- أمجادها السابقة وماضيها السعيد، نتيجة ما يُقدم اليوم للشباب والرياضة من دعم حكومي، بفضل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وهو ما سينعكس إيجاباً على مستوى الأندية والمُنتخبات والمشاركات السعودية التي تحتاج مثل هذه الخطوة «كضرورة» للنهوض بمسيرة الرياضة والشاب أكثر.
في 13 يوليو 2012 كتبتُ هنا مقالاً بعنوان «منتخب أرامكو السعودية» تحدثت فيه عن مُشاهداتي لأكاديمية نادي «فالنسيا الإسباني» التي أقامتها الشركة لشباب المنطقة الشرقية في صيف ذلك العام، وكانت العين حينها على ابتعاث أرامكو «لثلاثة» من المواهب الشابة للأكاديمية الأم في إسبانيا بمعرفة رئيسها «فاليو مانديا» الذي شاهد المواهب في زيارته للمملكة وتحمس كثيراً لمثل هذه الشراكة السعودية، التي لا أعلم مصيرها اليوم بعد «سبع سنوات» من ذلك التاريخ، ولكنَّ الدرس الأهم المُستفاد أن يبقى دور الشركات الوطنية والبنوك ورجال الأعمال «حاضراً» في احتضان شباب الوطن وتقديم الدعم ورعاية المواهب السعودية في كل مُختلف الرياضات بالتعاون مع هيئة الرياضة وبرامجها، وكلنا يعلم تأثير الشركات والقطاع الخاص في دعم الرياضة ورعاية الأندية واللاعبين في كل العالم، وشبابنا ورياضتنا يستحقون أكثر من قطاعنا الخاص مع إتاحة مثل هذه الفرصة.
وعلى دروب الخير نلتقي.