خالد بن حمد المالك
في محطته الثالثة بعد كوريا الجنوبية إثر زيارته الرسمية ثم حضور اجتماعات مجموعة العشرين (G20) رئيساً للوفد السعودي نائباً عن الملك سلمان، ها هو سمو الأمير محمد بن سلمان يبدأ زيارة لليابان بدءًا من مباحثاته مع رئيس وزراء اليابان تشينزو آبي، وما عبر عنه دولة الرئيس من إشادة برؤية المملكة 2030 وحرص حكومة اليابان واستعدادها من خلال القطاعين العام والخاص لتقدم المزيد من الجهد والتعاون مع المملكة، واستعداد اليابان للتعاون مع المملكة لإنجاح قمة دول مجموعة العشرين المقبلة التي تستضيفها المملكة العام المقبل.
* *
العلاقات السعودية- اليابانية وصفها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنها تاريخية، وأن اليابان دولة عزيزة على قلوب كل السعوديين، وأن المملكة واليابان سيعملان سوياً للتحضير لقمة العشرين المقبلة، والعلاقة بين الدولتين تمتد إلى أكثر من ستين عاماً، وخلال هذه الفترة شهدت تطوراً وتعاوناً في مختلف المجالات معتمدة على رؤى مشتركة، واتفاقيات ثنائية، وعلى زيارات متبادلة على أعلى المستويات، أهمها زيارة الملك سلمان عندما كان ولياً للعهد لليابان عام 2014م، وزيارة رئيس الوزراء اليابان تشينزو آبي للمملكة عام 2013م.
* *
الأمير محمد بن سلمان سبق وصوله إلى طوكيو زيارة مدينة هيروشيما، وتجوله في متحفها التذكاري للسلام، حيث شاهد عرضاً مرئياً للمدينة قبل القصف بالقنبلة الذرية، وإبان قصفها عام 1945م وما خلفته من دمار شامل، كما تعرّف الأمير على تاريخ المدينة، والأضرار التي لحقتها، وبعض الشواهد المادية التي كان يرتديها ضحايا القنبلة الذرية، بالإضافة إلى وقوفه على الحياة الطبيعية في المدينة بعد تطورها، وإلى لقاء بإحدى الناجيات من القنبلة التي شرحت للأمير مشاهداتها قبل وأثناء وبعد القصف.
* *
العلاقات السعودية- اليابانية بدأت دبلوماسياً عام 1955م متزامنة مع قيام المملكة بمنح حق امتياز التنقيب عن البترول لشركة الزيت العربية اليابانية ونجاحها في استخراج النفط، ليتم إثر ذلك توقيع اتفاقية الامتياز عام 1957م، ومن ثم يقوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز عندما كان وزيراً للمواصلات بزيارة لليابان عام 1960م، فالملك فيصل عام 1971م، فيزور ولي عهد اليابان الأمير اكيهيتو وولية العهد الأميرة فيتشكو -إمبراطور وإمبراطورة اليابان حالياً- المملكة عام 1981م، كما قال ولي العهد الياباني الأمير ناروهيتو وولية العهد الأميرة ماسكو بزيارة المملكة عام 1994م، كما زار الأمير سلطان اليابان عام 2006م.
* *
هذا التسلسل التاريخي في العلاقات الثنائية بين بلدينا يظهر متانة هذه العلاقات، وحرص الجانبين على تطورها، خاصة بعد الزيارة السابقة للأمير محمد عندما كان ولياً لولي العهد، وما أسفرت عنه من نتائج واتفاقيات، وتطابق في وجهات النظر، وما يمكن أن تحققه زيارة سموه الثانية لليابان في بناء شراكات تخدم الدولتين في ظل رؤية المملكة 2030م ولقاءات العمل المشتركة والتشاورية، والتعاون ثقافياً واقتصادياً، فالرؤية تعد استراتيجية وطنية للتحرك نحو القرن الواحد والعشرين، وهي مناسبة لليابانيين لتحقيق المزيد من التعاون بين الرياض وطوكيو.
* *
هناك تناغم في العلاقات بين بلدينا، في السياسات والرؤى المشتركة، فالعلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة واليابان كبيرة جداً، ولا غنى لأي منهما عن الآخر، واليابانيون يعدون الرياض شريكاً مهماً لأمن الطاقة في بلادهم، فهي الآن الشريك التجاري الثالث للمملكة، والشريك الاستثماري الثاني في مجال البتروكيماويات، ويمكن اختصار هذه العلاقات بما شخصه عنها رئيس الوزراء الياباني تشينزو آبي وهي: التعايش، والتعاون، والتسامح.
* *
غداً نواصل حديثنا عن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لليابان.