علي الخزيم
(أرسلها لكل من يعرفني في أي بقعة من العالم؛ الأمير محمد بن سلمان عندي هو المستقبل وهو الرؤية، أُسانده لأني ظللت ستين عاماً أحلم لوطني بمعنى التجاوز والإنجاز، ولم أتصوَّر تحقق هذا الحلم أبداً، كانت أحلاماً شاعرية، وجاء محمدٌ ليحوِّل المجاز إلى إنجاز، هذه شهادة أواجه بها تاريخي وذمتي أمام الله)، هذا ما تفضَّل وغرَّد به البروفيسور عبد الله الغذامي منذ أيام قليلة، وصدح بها تغريداً وتكراراً ثُلَّة من الأولين وطائفة من الآخِرين (عند العرب الثلَّة أكثر من الطائفة)؛ ذلكم أن الأولين عرفوا الغذامي وأمثاله من المفكرين والأعلَام لأنهم نَهِمُون بمعارفهم ونتاج عقولهم، أما الشباب الآخِرين فقلَّة منهم يعرف هذا العقل والفكر النيِّر والعصامية التي تحلى بها حتى وصل لما وصل؛ ثم ألغى عن نفسه كل الألقاب لقناعته أنها لا تُضيف له شيئاً فقد عرف قدر نفسه وقدر الألقاب وقدر كل الناس حوله، فهو يحترم ذاته والعلم وكل إنسان أمامه، ادخل إلى حساب الغذامي في (تويتر) ستجد أن عدد متابعيه لم يصل إلى خمسمائة ألف، وبالمقابل تجد مُهَرِّجاً سامجاً ضامر العقل ضحل التفكير يتابعه الملايين، لا يلام الغذامي وأمثاله فهم لا يَسْتَجدون المتابعة ولا يشترونها.
في نص آخر للغذامي تقرأ قوله: (لقد أثبت الأمير محمد بن سلمان للجميع بأن التغيير إرادة وقرار، وأن لا شيء مستحيل، لقد أعاد سموه الأمور إلى نصابها وأعاد الأمل إلى نفوسنا، رغم ضياع معظم العمر في الأوهام، اليوم نتطلع لمستقبل مشرق والأمل يحدونا لظروف مستدامة أفضل لأبنائنا ومستقبل الأجيال، لقد أعاد بلادنا لتكون ضمن خارطة العالم)، ما أجمل هذا التخريج والتحليل والاستقراء الذي يجذبنا للاستمتاع بترديده أولاً ثم تسجيل الشهادة بالتبعية لهذا القول ومن قاله، زعماء الفكر والقلم والمعرفة ورواد الكلمة يدعوننا إلى صراط حياتنا المستقيم؛ ثم تُجَرِّد (عصبة) ضمائرها من الإنصاف لتَصِم مثل هؤلاء الأفذاذ الوطنيين بما يُشوِّه صورهم وتوجهاتهم أمام الملأ بدعاوى باطلة وهرطقات زائفة لتحويل أنظار القطيع التابع لهم عن نوادر الفكر الناصع والعلم النافع والنظرة العصرية المتفائلة بمستقبل أجمل وأزهى لنا ولأبنائنا، ولئلا يفقد تابعيهم البوصلة التي يُمارس (المِربَاع) الثغاء بحسب توجهها! والشواهد كانت ولا زالت واضحة وملموسة كما حدث للعملاق د. القصيبي.
صاحب السمو الملكي ولي العهد أخذ على نفسه الرهان الصعب لثقته بقدراته مستعيناً بالله سبحانه ثم حنكة وخبرة والده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ثم أن سموه يثق بشعب مملكة الحزم والعزم، أو كما سماه سموه (جيل طويق) فحقٌ على هذا الشعب أن يقف معه، وأن يعلنوا بصدق وصراحة حبهم له وفخرهم به وهو يتولى زمام المبادرات الحضارية للمملكة ولشعبها، ويرفع راية التوحيد علم المملكة شامخاً بكل محفل ومنبر أممي حضاري.
سمو ولي العهد الزعيم الشاب العصري رأى بثاقب بصره وبصيرته أن شعبه عظيم يستحق كل هذه النهضة المباركة، فلا أقل أن نساند سموه على تحقيق الآمال والطموحات المنشودة.