خالد بن حمد المالك
عاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة بعد عشرة أيام قضاها بين كوريا واليابان، متنقّلاً بين سيئول وأوساكا وهيروشيما وطوكيو، في زيارتين لكل من كوريا الجنوبية واليابان، ومشاركًا ضمن القادة العالميين الكبار في اجتماعات قمة مجموعة العشرين في المدينة اليابانية الجميلة أوساكا، وخلال هذه الرحلة العملية بنتائجها وحضور سموه المبهر، يمكن القول إن ولي العهد نجح في تمثيل الملك والوطن والمواطن خير تمثيل، وإنه حقق ما خطّط له لإنجاح زياراته، وبلوغ أهدافها المهمة والكثيرة.
**
في زيارته لليابان، كان أهم ما فيها اللقاء الذي تم بين سموه وإمبراطور اليابان الجديد، فهذه لفتة أميرية لا تُنسى، إذ لم يشأ أن يغادر الأراضي اليابانية دون أن يقدِّم التهنئة لإمبراطور الدولة الصديقة اليابان، كما لم يشأ أن تأتي زيارته لليابان دون أن يقف على الجرح المفتوح في هيروشيما، ويقدِّم مواساته للمدينة المنكوبة، ومن قضى نحبه فيها، أو أصابه ما أصابه بسبب القنبلة الأمريكية التي لم تترك فرصة لتفهم ما حدث، غير إرادة اليابانيين القوية التي أعادت بناء المدينة، وسجَّلت للتاريخ مشاهد دامية لما حدث في متحف يعطي العالم العبرة والاستفادة مما حدث كي لا يتكرر.
**
وعلى هامش الزيارة لليابان، كان الوفد الرسمي المرافق من وزراء وغيرهم في حالة استنفار لاستثمار فرصة ولي العهد للحديث ليس عن زيارة الأمير لليابان، وإنما للحديث عن عشرة أيام من العمل الذي لم يتوقف خلال زيارة الأمير لكوريا الجنوبية واليابان وقمة أوساكا، ولعلنا نوجز ما لم نقله من قبل عن هذا الحضور الأميري المهم بما قاله وزير التجارة والاستثمار د. ماجد القصبي ووزير الدولة، عضو مجلس الوزراء الأستاذ عادل الجبير خلال لقائهما بالوفد الإعلامي المرافق بدعوة وحضور من وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة، حيث تم استعراض ما تم في اجتماعات مجموعة العشرين، ودور الأمير فيها، ومثل ذلك ما كان موضع تفاهمات بين ولي العهد وقادة دول العالم في الـ(G20)، وكذلك في كوريا الجنوبية واليابان.
**
يقول الدكتور ماجد القصبي في وصفه لقوة مجموعة العشرين بأن اقتصاد هذه المجموعة يمثِّل 85 % من اقتصاد دول العالم، وأن استثمارها يبلغ 80 % من حجم الاستثمارات العالمية، وتجارتها تصل إلى 75 % من حجم التجارة العالمية، وسكانها في حدود ثلثي سكان العالم؛ بمعنى أن وجود ومشاركة المملكة ضمن مجموعة العشرين يؤكد الدور المفصلي والمهم للمملكة في الأخذ باقتصاديات العالم إلى آفاق أوسع، عادًا معاليه أن المشاركة في هذا المحفل الدولي المهم بحد ذاته إنجاز، وإن هذه المشاركة تأتي بينما تتجه البوصلة الاستثمارية للمملكة في الاتجاه الصحيح، ومثلها بقية الأنظمة ذات العلاقة بالتجارة والاستثمار والشركات المهنية، وأن الإصلاحات الاقتصادية مستمرة والأرقام تبشِّر بالخير، والأهم ما وصف به الوزير القصبي ولي العهد بالرجل القوي، وصاحب القرار، وأنه يمتلك كل مقومات التغيير، ونقل المملكة إلى مكانة دولية غير عادية.
**
بينما يتحدث الجبير عن اللقاءات الثنائية التي عقدها سمو ولي العهد مع قادة دول مجموعة العشرين، مشيرًا إلى أنها كانت مطوَّلة، وتناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الآراء حول عدد من قضايا الساعة وبينها سياسات النظام الإيراني في المنطقة، مؤكداً على أن المملكة لا تريد حربًا، ولكن لا يجب السماح للنظام الإيراني بالاستمرار في سياساته العدوانية، وأن هذه اللقاءات شكَّلت فرصة لتأكيد دور المملكة المحوري والرئيس في توحيد الجهود المبذولة لمواجهة التحديات وتوحيد الصفوف وضمان استقرار الدول.
**
وعلى هامش الزيارة التقى سموه رئيس جامعة طوكيو وبحث معه فرص التعاون الأكاديمي وتوطين التقنية بالمملكة، كون هذه الجامعة تعد من أعرق الجامعات اليابانية والأعلى تصنيفًا وتميزًا على مستوى الجامعات الآسيوية، وقد تناول اللقاء إمكانية إسهام الجامعة في بناء الكوادر وتوطين المعارف في المملكة بالمجالات التي تتميز فيها اليابان علميًا وتقنيًا، وخاصة أن الجامعة تقوم حاليًا بتدريب عدد من الطلاب والطالبات بالتعاون مع مركز مبادرات مسك في مجال الطاقة المستدامة والمتجدِّدة والنووية.