أمل بنت فهد
التمكين بأبسط صوره هو إزالة العوائق، وتذليل الصعاب، وكسر الحواجز، ليكون الطريق متاحاً لمن أراد اقتناص الفرص، ولمن يملك قوةً وعزماً للسير قدماً مهما كان الدرب طويلاً، أو مزدحماً بالمنافسة، إلا أن فيه من يصل حتماً، وخلاله أيضاً يتراجع البعض من أول الطريق، والآخر في منتصفه يفقد إيمانه بالوصول.
وتمكين المرأة السعودية وعد سيدي ولي العهد، وأميرنا المحبوب -حفظه الله- الذي حققه حرفياً بحكمة ومنهجية ذكية، قطفنا ثمارها ولا نزال نتطلع للمزيد، ولا شك بأنه سيمنح أكثر وأكثر، لتتساوى الفرص، بين جناحي المجتمع السعودي، ذكوراً وإناثًا.
وحين أكد سموه أن «تمكين المرأة والشباب يظلان محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة» منح المجتمع السعودي عامة، والشباب على وجه الخصوص بشائر قادمة لا محالة، لأنه حين يقول فهو يفعل كعادته.
ولأن الأخبار العظيمة تأتي تباعاً، فإن مرور عام كامل على قرار تمكين المرأة من القيادة، مناسبة شاهدة على أن المرأة السعودية بدورها قادرة على إثبات نفسها حين أزيلت من أمامها الحواجز، عاماً من التنفيذ عكس صورة مشرفة نفخر بها.
لأن حرية التنقل شرط واقعي لا يمكن تجاهله لدوران عجلة المسيرة المهنية، والاجتماعية للفرد والمجتمع، ولا شك أن توسيع دائرة التنقل من المحلي للخليجي أو العالمي شرط آخر تحتاج المرأة لإزالته لتكون شريكاً فاعلاً في الاقتصاد المحلي والخليجي والعالمي، والأمثلة على سيدات أعمال سعوديات كثيرة، حين سنحت لهن فرصة التنقل الدولية، فإنها صنعت تجارة، واختراعات، وبحوث، وفرص عمل للآخرين، شأنها شأن الرجل تماماً، إذ أن المعيار هو الكفاءة، لكنها دون حرية التنقل تبقى محصورة، بفرص أقل مما هي قادرة عليه.
لذا أتمنى أن نحتفل بمرور عام آخر على تمكين المرأة من حرية التنقل الدولي والسفر ونحصي حينها ما قدمته المرأة السعودية لوطنها وللعالم من فرص هي قادرة عليها دون شك.
لقد كسب كل من راهن على نجاحها سابقاً، ولا يزال لديها المزيد لتقدمه لوطنها، وللمجتمع، فهي شريك قوي يمكنه أن يمنح الكثير.
أتمنى حينها أن أرى مشاريع تملكها المرأة السعودية، بشراكات خليجية وعالمية، وفرص عمل للجنسين.