في كتابه (الحب والفناء) يكتب المفكر اللبناني علي حرب عن المرأة والرجل أو الرجل والمرأة؛ عن تلك العلاقة «التكاملية» بينهما أو كما يقول: «الرجل والمرأة ، كلاهما يصنع الآخر، ويقوم به ويقيم فيه، ويتحرر بتحرره. هذه هي المعادلة.»
بيد أن «الفناء» عند الدكتور علي حرب يأخذك إلى حيث لا تدري فتطيل الوقوف بفنائه طويلا، المصطلح يبدو «فضفاضا»؛ ففي اللغة يعني الهلاك لكن الدكتور علي حرب يستخدمه للتعبير عن هلاك من نوع آخر؛ إنه انصهار أحدهم حتى التلاشي، لا ضير فهو يكتب عن الفناء بمداد صوفي حين يعشق العاشق فينصهر ثم يذوب ثم يأخذ شكل معشوقه وصفاته؛ إنها طبيعة الماء حين يعود إلى أصله، «فالإنسان لا يفنى إلا من أجل أن يبقى» على حد تعبيره. أما تفاصيل المصطلح البسيط أعمق من أن تكتب!
الكتاب يستحق القراءة فبين الحديث عن تعدد الزوجات ومصلحة الرجل ستعثر على المرأة أو الفردوس الضائع الذي لولا ضياعه لما كان فردوسا قط، وبين لا مفر من السقوط والإخلاص في الحب؛ هذا التعلق أو ما يسمى بالحب من طرف واحد، وبين المعرفة والفناء لذات تتعرى أمام القارئ، ولأنه زمن التقنية يضع الدكتور علي حرب -الكثير من علامات الاستفهام- في سلة «الحب الإلكتروني» فهل سيكون البديل؟ أم أن للحب الواقعي -بسطوته الجسدية- سلطة أقوى؟
قطرة مطر:
«إن خطاب المرأة لا تكتبه إلا المرأة، وحقيقتها لا ينطق بها سواها. وإرادتها لا يعبر عنها غيرها. فعلى المرأة أن تكون ذاتها كما تريد هي أن تكون لا كما يراد لها أن تكون.»
- علي حرب
** **
- مريم الخالدي