إيمان الدبيان
بتفاؤل أكثر من أي وقت مضى، وهدف كبير لتحقيقه سعى، وخطاب قوي بأسلوبه ارتقى، هكذا كانت كلمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في ختام اجتماع مجموعة العشرين الرابع عشر قبل يومَين.
كلمة رجل واضح الأهداف، عالم بالأسباب، وعارف للنتائج، رجل يحمل همّ وطنه وأمته محددًا بوضوح العمل الذي يجب أن تعمله دول العشرين معززين ذلك بالتعاون والتنسيق والتوافق الدولي من خلال الحوار الموسع بنظام دولي قائم على المصالح المشتركة، وكذلك تعزيز الثقة بالنظام التجاري متعدد الأطراف. كما رسم بشفافية كل ما يطمح لتحقيقه في القمة المقبلة في الرياض بصورة جلية ومدروسة مركزًا على رفاهية الإنسان، وتمكين المرأة والشباب؛ فهما محوران أساسيان لتحقيق النمو المستدام مع تشجيع رواد الأعمال، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وحتى يضمن الاستدامة تطرق إلى موضوع التغيير المناخي، وأهمية توفير التمويل الكافي الذي يعتبر تحديًا كبيرًا، يواجه العالم الذي يحتاج إلى التعاون مع بلدان منخفضة الدخل في مجالات الأمن الغذائي والبنية التحتية مع الاستثمار في رأس المال البشري. ولم يغفل سموه الكريم في كلمته العظيمة الحديث عن الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء اللذين يمكن في حال استخدامهما الاستخدام الصحيح تجنيب العالم كثيرًا من المضار، وجلب الفوائد الضخمة، مع عدم إغفال التحديات التي تواجه العالم في ذلك، وتفادي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في المستقبل مؤكدًا مسؤولية الجميع في العمل معًا.
وكان من أهم محاور كلمة سمو ولي العهد: المرأة، الشباب، ريادة الأعمال، رأس المال البشري، الاستدامة، التمويل، التغير المناخي، التقنية والابتكار.. ولم يكتفِ بوضع الأهداف، وإنما أوضح الطريقة لتحقيق ذلك من خلال الحوار والتعاون المشترك بقوانين وأنظمة دولية مبينًا أهم التحديات والعقبات، وشارحًا أهم النتائج حال تحقيقها وما تعود به على العالم من إيجابيات.
لله درك سمو الأمير الشاب؛ تقول ونعرف أنك ستفعل، تخطط ونثق بأنك ستنفذ، نرفع رؤوسنا في المحافل ثقة بك، ونضع أيدينا جميعًا لحمة معك، نتعلم دروس التحدي منك، ونرقب نور المستقبل فيك، فبكل لغات العالم وبحفاوة وطموح كل سعودية وسعودي نقول لدول مجموعة العشرين «أهلا وسهلاً بكم العام القادم في رياض نجد، وبمحاذاة طويق، وببركة أرضنا الطاهرة، وبشموخ بقاع بلادنا العامرة؛ لعقد قمة مجموعة الدول العشرين التي ستكون مميزة بتميز حكامنا وولاة أمرنا».