سليمان الجعيلان
ما الذي يدفع مشجعًا نصراويًّا، تعلَّم بأفضل الجامعات، ويحمل أعلى الشهادات، إلى أن يكون رهينة لثقافة الكراهية والعدوانية في الرياضة؟! وما الذي يدفع مشجعًا نصراويًّا متفوقًا في كل التخصصات، وناجحًا في جميع المجالات، إلى أن يكون ضحية لفكر المؤامرة وثقافة المظلومية؟! وما الذي يدفع مشجعًا نصراويًّا، ينتمي لفئة اللاعبين السابقين، من الذين سبق أن شاركوا في أغلب المسابقات وأقوى المباريات، إلى أن يكون حبيسًا لمناوشات وتجاذبات جماهيرية، تشكك وتطعن في إنجازات وبطولات أندية منافسة؟! وما الذي يدفع مشجعًا نصراويًّا محسوبًا على رجال الدين والمشايخ، من الذين لهم قدرهم ومكانتهم وفضلهم في المجتمع السعودي، إلى أن يكون مصدرًا لترويج ثقافة التعصب والاحتقان على حساب دوره الحقيقي في نشر وإشاعة الأخلاق الرياضية؟! وما الذي يدفع مشجعًا نصراويًّا، يحمل صفة كاتب اجتماعي أو اقتصادي، يناقش أكثر القضايا الاجتماعية بحكمة، ويعالج أكبر المشاكل الاقتصادية بحنكة، ولكن لما يتحدث عن الشأن الرياضي ينسى القيم والمبادئ التي يرفع شعارها وينادي بها، ويلبس دور الضحية، ويمثل ثقافة المظلومية في تناول وتداول قضايا فريقه مع الأندية المنافسة؟! وأخيرًا إلى متى يدفع المشجع النصراوي ثمن تغذيته وتربيته وتنميته على كره الهلال أكثر من حب وعشق فريقه النصر، خاصة أن هذا واقع نعيشه ونعايشه من خلال ما يطرحه ويتبناه بعض النصراويين حتى أصبح الكثير يسأل ويتساءل: هل ما يحدث هو نتيجة عقدة النقص أمام الهلال أم هو محصلة قاعدة نصراوية قديمة، غرسها ورسخها بعض النصراويين للتشويه والتشكيك في إنجازات وبطولات الهلال، وتم فرضها على الباقين، ويحرم ويجرم الخروج منها أو الحياد عنها؟.. وهذا يفسر ويبرر لماذا النصراويون العقلاء لا يجدون قبولاً وتقبلاً من المتعصبين؟!.. وهذا ما يدفعني إلى الاعتراف بأن هناك شخصيات نصراوية، سواء إدارية أو شرفية أو جماهيرية، وحتى لاعبين، يرفضون ثقافة الكراهية، ويؤمنون بفكرة المنافسة الشريفة، سواء مع الهلال أو مع غيره.. وهؤلاء هم من يفترض على الوسط الرياضي أن يبرزهم ويثني عليهم وينادي بوجودهم رغمًا عن تصريحات وتغريدات المحتقنين!!..
وعلى كل حال، ما تحدث به الرجل المتسامح والمتصالح مع نفسه ومع الجميع الأمير جلوي بن سعود عن المواصفات المطلوبة لرئيس النصر عند بعض النصراويين بأنه لازم أن يكون يكره ويشتم الهلال ما هي إلا شهادة تاريخية، كشفت وفضحت قاعدة حقيقية، عاشها وعايشها الوسط الرياضي والجمهور السعودي منذ سنوات طويلة، وانتشرت وتفشت في المواسم الأخيرة، وهي التي أهدت وأعطت الألقاب الوهمية والأوصاف غير الصادقة لبعض رؤساء النصر، ليس فرحًا بصعود المنصات وتحقيق الإنجازات، وإنما سعادة بالتصريحات ضد الهلال والإساءات للهلال؛ ولذلك الكثير لم يُفاجَأ بالحقيقة التاريخية التي كشفها الأمير جلوي بن سعود، ولكن الجميع تفاءل بالشمعة المضيئة التي أشعلها الأمير جلوي بن سعود بأن تختفي هذه العقدة النصراوية، وتتغير تلك القاعدة التاريخية، وتُنتج الانتخابات الحالية رئيسًا لنادي النصر، يكون هدفه وطموحه مجاراة ومحاكاة تجربة نادي الهلال في طريقة وكيفية تحقيق البطولات والإنجازات بعيدًا عن الإساءات والإسقاطات على المنافسين!!
نقاط سريعة
** أفهم وأتفهم أن أمام رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد الأستاذ ياسر المسحل تركة ثقيلة، ومهمة صعبة في إدارة منظومة عاشت عدم الاستقرار الإداري في الموسم الماضي، ولكن الأمل والثقة كبيران فيما يمتلكه الأستاذ ياسر من خبرة داخلية ودولية لقيادة كرة القدم السعودية للهدف الذي ينشده الجميع، سواء على صعيد مشاركات المنتخبات السعودية أو تنظيم المسابقات المحلية!!
** بالمناسبة، من أكثر سلبيات الاتحاد السعودي السابق هو عدم الاستقلالية، والسماح بالتدخلات الخارجية في عمله؛ لذلك على الأستاذ ياسر المسحل أن يعلم جيدًا أنه سيجد محاولات كثيرة وعديدة لفرض بعض القناعات والقرارات على عمل الاتحاد ولجانه.. فإذا تهاون في البداية سيقدم تنازلات حتى النهاية!!
** ليس من عادة أو ثقافة الهلاليين، ولا من مصلحة الهلال، افتعال واختلاق أزمات أو صدامات مع إدارة ناديهم أو بين بعضهم بسبب أمور فنية وطبية، المعني بها أولاً وأخيرًا الجهازان الفني والطبي، ويُفترض الانتظار حتى مشاهدة نتائج عملهم، ثم يتم تقييمه وانتقاده!!