إيمان الدبيان
عندما تمنع الفرح عن الإنسان فأنت تكسره، وعندما تحجب النور عن العقل فأنت تقيده، وما بين القيد والكسر يكون القهر، وينبت الشر في تربة ذلك الإنسان، فكيف هو الحال إذا لم يكن شخصًا واحدًا، بل مجتمعًا بأكمله؟! مجتمعًا حاربه مَن يسمون أنفسهم بالصحويين قبل عقود من الزمن، كانوا يسممون المجتمع بفتاوى مضللة، وبأهواء لمصالحهم مدعمة، فكل فرح حتى لو كان للوطن فهو ممنوع، وكل مجال تقدم للمرأة مقموع، لا تعايش إلا مع من يجري في عرقه نفس دمك، ولا تخاطب إلا مع من يمجدك، سلبوا شبابًا من محاضن العلم إلى ميادين الشياطين بمباركة وتمويل من أعداء للوطن حاقدين، للحكام غير مستجيبين، ولولاة الأمر ومن كُلفوا بالإفتاء ليسوا بمذعنين. جعلوا من أنفسهم دمى وأدوات، يسيّرها الأعداء على أرضنا، أرض الطهر والنقاء. حملوا راية تيار سموه بالصحوة إلى أن جاء اليوم الذي يقر ويعترف بعضهم بما أحاطوا به المجتمع من نكسة.
دائمًا وأبدًا كانت - وما زالت - حكومتنا الرشيدة تواجههم، وتكسر شوكتهم، وتحيد خطرهم إلى أن بدأت تدفن تمامًا جحورهم، وتقطع تواصل جسورهم على يد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. فالدين هو الوسطية، والحياة سياجها الحوار والتسامح والتعايش بحرية. لا طفل محروم، ولا شيخ مهموم. الشباب في سباق مع العلم والمعرفة، رجالهم وصلوا للمراكز العليا، ونساؤهم لم يبقين في المراتب الدنيا. وُضعت الرؤية، وصارت تُنفذ خطوة بخطوة.
هذا هو وطننا اليوم بعد فضح الناعقين في الداخل والخارج من المعادين. فنحن من يرسم استراتيجيتنا وليس غيرنا. نحن من نصنع قرارنا، ولا يُصنع لنا. نحن من ندافع عن أرضنا، وليس من يساوم علينا، نحن الذين نعرف متى نقول لأكبر قوى العالم «لا»، ومتى نقول «نعم». نحن وليس هم، نحن الذين نحلق فوق أغلى أرض أحرارًا، ونقف شامخين كطويق أسيادًا. هذه هي الصحوة الحقيقية، وتلك هي الهمة الأبية.