صيغة الشمري
قرأت ذات يوم تغريدة لزميل من أهم رجالات الاتصال المؤسسي في السعودية وقد يكون من أنجحهم على الإطلاق وله باع طويل وتاريخ يحترم من الإنجازات والنجاحات يستغرب من إصرار أغلب المنشآت على وضع شرط إجادة اللغة الإنجليزية من ضمن شروط الوظائف وبالذات تلك الوظائف التي تتعلق بالاتصال المؤسسي، رغم أن هذا الزميل يجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة تكاد تكون أكثر من إجادته للغة العربية التي هي لغته الأم، ورغم إجادتي شخصيا للغة الإنجليزية إلا أني فكرت مليًّا بمدى أهمية رأيه وخطورته علينا لو فكرنا بمستقبلنا كأمة لها لغة تعتبر من أهم لغات العالم والأدهى والأمر عدم احتياجنا للتحدث باللغة الإنجليزية خصوصًا في ندوة أو جمهور جميعه من المتحدثين باللغة العربية ولا يوجد بينهم أجنبي واحد، إن الذي يفكر على مدى سنوات طويلة قادمة سيجد بأن إصرارنا على تذويب أهمية اللغة العربية ودعم انتشار اللغة الإنجليزية كبديل يهدد هويتنا كمجتمع لا يجب أن يتخلى عن هويته خصوصاً أننا نمثل البلد الذي يقود العالم الإسلامي الذي يضم الملايين من البشر الذين يتمنون إجادتهم للغة العربية حتى يشعروا بروحانية ومعاني القرأن الكريم الذي شرفنا الله بأن أنزله بلغتنا العربية، كما أن الإصرار على شرط إجادة اللغة الانجليزية للكثير من الوظائف هو دعم لاستمرار وجود الأجانب في الوظائف المهمة خصوصا أننا لم ندعم تعليم اللغة الإنجليزية في مدارسنا مما تسبب في عدم إجادة الكثيرين منا لهذه اللغة التي أعطيت أهمية أكبر بكثير من حجمها حتى وصلنا لدرجة النظر للموظف الذي لا يجيد اللغة الإنجليزية أو الفرد العادي بنظرة دونية أقل من الفرد الذي يتحدث الإنجليزية رغم أن هناك دولاً تقود العالم وتقف في المقدمة ولا وجود أو أهمية للغة الإنجليزية في مجتمعهم مثل ألمانيا وفرنسا والصين وروسيا وغيرها كثير، نادراً ما تشاهد إعلانًا وظيفيًّا في هذه الدول يشترط إجادة اللغة الإنجليزية، نحن ولله الحمد في أزهى نقلة حضارية تعيشها بلادنا ضمن رؤية 2030 التي تعزز دور المواطن وإحياء الحس الوطني وأن نتعاطى مع وطنيتنا بإخلاص وواقعية ولا نجبر الموظف السعودي المؤهل مهنيًّا بشرط إجادة اللغة الإنجليزية خصوصا أن القليل جدا من الوظائف التي تكون فيها الإنجليزية ضرورة، على المنشآت سواء الحكومية أو الخاصة أن لا تفرط بموظف مؤهل وله خبرات ونجاحات لعدم وجود لغة إنجليزية ضمن أدواته أو حتى أداأخرى غير الإنجليزي مثل الشهادة لأن الواقعية تقتضي أن لا تفرط بشخص ناجح لا ينطبق عليه هذا الشرط أو ذاك، في عصر التقنية وتطور أدوات الترجمة لم تعد اللغة الإنجليزية عائقاً وقبل هذا ليست اللغة الإنجليزية ذات أهمية في الكثير من الوظائف لذلك أتمنى مراجعة هذا الشرط الوظيفي الذي لا يشكل عائقاً في مجتمع أخذ على عاتقه قيادة الأمة العربية والإسلامية بأكملها.