أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
رحم الله الجوهرة بنت صاحب السمو عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي؛ فقد ربَّى بناته أحسن تربية؛ وذلك بالاستمساك بشريعة الله سبحانه وتعالى؛ وكنَّ يبذلن ما في أيديهن للأقارب والمحتاجين، ومن أصيب منهن بمرض: فإنهن على مبدأ (داووا مرضاكم بالصدقة)، والحديث وإن لم يصح فإن المداواة بالصدقة أمر مجرب، وله أصل من شريعة الله؛ فإن الله يحب الإحسان إلى عباده من الفقراء والمرضى، ويضاعف الأجر؛ وإنما نهى ربنا عن التبذير كما قال سبحانه وتعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (26) سورة الإسراء.
وقال سبحانه وتعالى: {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (75) سورة النحل.
وكانت -رحمها الله تعالى- كثيرة الإحسان للعاملين لديها، ولمن لجأ إليها في دين عليه، أو قلة ذات يد: فإنها تواسيه فوراً؛ ولقد أحسنت إليَّ في مثل هذا الأمر المذكور آنفاً؛ فأحسنت إلي أحسن الله إليها، وجزاها خير الجزاء، وكانت محافظة على صيام الأيام المستحبة كستة أيام من شهر شوال، وكأيام البيض على الرغم مما تعانيه من كثرة العلاجات؛ فمنذ تأخذ على الإفطار قليلاً من الماء، أو حبة تمر تلتهم العلاجات الكثيرة؛ وفي المأثور: (إذا أحب الله عبده ابتلاه بالمصائب؛ ليطهره من المعايب).. اللهم أكرم نزلها، ووسع مدخلها، واجزها عنا خير الجزاء، والله المستعان.