المحامي/ يعقوب المطير
مررنا بتجربة مميزة من انتخابات الأندية السعودية، تحديدًا في الدوري الممتاز؛ إذ أجرى (اثنا عشر ناديًا) من أصل ستة عشر ناديًا في الدوري السعودي للمحترفين جمعية عمومية وانتخابات، وكانت أجواء انتخابية وديمقراطية مميزة، خاضها الوسط الرياضي تحت إشراف ورقابة اللجنة العامة للانتخابات التابعة للهيئة العامة للانتخابات التي بذلت جهودًا مضاعفة لإنجاح انتخابات الأندية الرياضية.
ولكن ما لفت نظري هو الانتخابات التي أُجريت في نادي الهلال؛ إذ كانت مختلفة على مستوى الأندية الجماهيرية الكبيرة في السعودية، مثل أندية الاتحاد والشباب والأهلي، ما عدا نادي النصر (الذي لم يجرِ جمعية عمومية حتى تاريخه وما زالت الانتخابات جارية)، لكن بالفعل كانت انتخابات نادي الهلال مختلفة تمامًا، على الرغم من الانكسار الذي مرّ به الفريق الهلالي في الموسم الماضي، وخسارة لقب الدوري السعودي بفارق نقطة، وفي آخر اللحظات من الدوري السعودي في الموسم الماضي (2018/ 2019)، وكذلك سوء مستوى الفريق، وغضب الجماهير الهلالية، إلا أن رجال الهلال تسارعوا لدعم الكيان الهلالي وانتخابات نادي الهلال من خلال التقدم بقائمتين مرشحتين (قائمة فهد بن نافل، وقائمة موسى الموسى) لقيادة نادي الهلال خلال فترة ترشح قصيرة جدًّا لمدة ثلاثة أيام؛ إذ تم تسديد مبالغ عضويات تزيد على ثلاثة عشر مليون ريال في غضون ثلاثة أيام فقط، ليكون أكثر نادٍ سعودي يتلقى هذه المبالغ والدعم المالي في فترة قصيرة لدعم الانتخابات من خلال تسديد عضويات أعضاء الجمعية العمومية والإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس لفريقهم. وبخلاف المبالغ التي سُددت فإن انتخابات نادي الهلال كانت أيضًا سلسة من خلال إجرائها خلال المدد القانونية المحددة من اللجنة العامة لانتخابات الأندية الرياضية دون تمديد فترات زمنية إضافية؛ إذ قام الأعضاء باستيفاء متطلبات وشروط اللائحة الأساسية للأندية الرياضية، وتميزت كل قائمة من المرشحين بجمع الأصوات والتكتلات الانتخابية، وحملة انتخابية وحملات إعلامية، وكذلك استخدام بعض الأعضاء حق الطعن، وكان ذلك متماشيًا مع نصوص اللائحة بالطعن خلال فترة الطعون والاعتراض المحددة من لجنة الانتخابات، وحضور الأعضاء مبكرًا قبل موعد الجمعية العمومية، والتقاء أعضاء القائمتين مع بعض قبل الجمعية. وقد عُقدت الجمعية العمومية، وكذلك الاقتراع وفرز الأصوات، وفاز الأستاذ فهد بن نافل برئاسة نادي الهلال في انتخابات نزيهة وسلسة في ظل ترحيب وتصفيق وعناق حار من المرشح الآخر الأستاذ موسى الموسى للرئيس المنتخب فهد بن نافل في أجواء مميزة، عكست أخلاقيات وأدبيات رجال الهلال، وكبرياء نادي الهلال؛ لذلك استحق لقب «الهلال مدرسة الانتخابات».